الإمام اللالكائي في هذا الباب يروي ما ثبت عن السلف في تكفير المشبهة فقال: [قال شعبة بن الحجاج العتكي قال لي الأعمش - وهو سليمان بن مهران الكوفي - ما عندك في قوله:{فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا}[البقرة:١٣٧] فقال شعبة: حدثني أبو حمزة قال: قال لي ابن عباس: لا تقل: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ}[البقرة:١٣٧] فإنه ليس لله مثل، ولكن قل:(فإن آمنوا بالذي آمنتم به فقد اهتدوا)].
وهذه قراءة ابن عباس، ولا حرج في هذه القراءة وليست شاذة، ولكن ابن عباس يفهم من رده -وهو حبر الأمة-: أن بعض الناس يتصور أنه يجوز له أن يؤمن بإله آخر، وينزل هذا الإله منزلة الإله الأعظم كما كان أهل الجاهلية يفعلون، فقد كانوا يعبدون أصناماً وخشباً وثماراً وأعظماً وينزلونها منزلة الإله، ويعطون لها ما هو حق خالص للإله الأعظم سبحانه وتعالى، الإله الحق، فيستغيثون بها، ويذبحون وينذرون لها، ويستعينون بها، وغير ذلك مما لا يجوز ولا ينبغي إلا لله عز وجل، فمن صرف شيئاً مما يجب صرفه لله لغير الله فقد اتخذ شريكاً لله عز وجل، وما قام بحق العبودية ولا الوحدانية لله عز وجل.
فخشي ابن عباس أن بعض الناس يتصور أنه يجوز له أن يعبد إلهاً آخر مماثلاً -في ظنه- لله عز وجل.
{فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ}[البقرة:١٣٧]، فلو أنهم آمنوا بمثل ما آمنتم به -وهو الله- فقد اهتدوا.
فيجوز على هذا الفهم لكل واحد أن يعبد إلهاً ليس الله عز وجل، فكانت القراءة عنده في هذه الآية:(فإن آمنوا بالذي آمنتم به فقد اهتدوا).