إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
مع باب جديد من أبواب أصول الاعتقاد.
هناك صفات ذاتية للمولى تبارك وتعالى لا تثبت إلا من طريق السمع فقط ولا دخل للعقل ولا للنظر فيها، وهي: الصفات اللازمة لذاته تبارك وتعالى كصفة اليد والعين، والقدم والساق والنفس وغير ذلك مما أخبر المولى عز وجل أنه متصف بها، وأخبر بها رسوله عليه الصلاة والسلام، نقول: إنه لا دخل للعقل فيها؛ ولا دخل للنظر فيها؛ لأن الله تبارك وتعالى بذاته وصفاته غيبها عنا، فلابد أن نؤمن بما أخبرنا الله ورسوله حتى وإن لم يكن ذلك داخلاً في مقدور عقولنا، لأنه الابتلاء في الإيمان، فإذا أخبر الله عز وجل أن له يدين فلابد أن أؤمن أن له يدين؛ ولذلك فرق الضلالة التي انتسبت إلى الإسلام وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام عنها هي كما قال صلى الله عليه وسلم:(وإن هذه الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة).
هذه الواحدة هي التي نهجت نهج النبوة في اعتقادها ومسلكها ومشربها.