(عن سعيد بن المسيب) بن حزن المخزومي المدني، ثقة، من سادات التابعين، من (٢) روى عنه في (١٧) بابا قال: (أخبرني أبو موسى الأشعري) وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة سعيد بن المسيب لأبي عثمان النهدي (أنه) أي أن أبا موسى (توضأ) يومًا من الأيام (في بيته) أي في منزله الذي نزل فيه حين جاء من اليمن، أو من مبيته وإلا فليس له دار في المدينة (ثم خرج) من بيته (فقال) لنفسه: والله (لألزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأكونن معه) في (يومي هذا) ولا أفارقه (قال) سعيد بن المسيب: (فجاء) أبو موسى (المسجد) النبوي (فسأل) الناس الذين كانوا في المسجد (عن) مكان (النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا) له: (خرج) من المسجد حالة كونه (وجه) بفتح الواو وتشديد الجيم بصيغة الماضي أي توجه بوجهه أو أقبل بنفسه (ها هنا) أي إلى هذه الجهة، هذا هو المشهور عند الجمهور، وضبطه بعضهم بسكون الجيم لوجود خرج أي خرج وذهب وجه ها هنا أي إلى جهة هي ها هنا أي إلى هذه الجهة القريبة، وفي البخاري:"خرج ووجه ها هنا" بفتح الواو والجيم المشددة بصيغة الماضي أي توجه أي وجه نفسه ها هنا اهـ قسطلاني، والمعنى على رواية مسلم (خرج) و (وجه ها هنا) أي ذهب ها هنا بتقدير الواو العاطفة، أو الجملة حال من فاعل خرج كما قررناه في حلنا.
(قال) أبو موسى: (فخرجت) من المسجد (على أثره) أي على أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ووراءه متتبعًا آثاره، حالة كوني (أسأل) الناس (عنه) أي عن جهة توجهه فذهب (حتى دخل) حائط (بئر أريس) بفتح الهمزة وكسر الراء مصروف اهـ نووي. وهو بستان بالمدينة معروف قريب من قباء وفي هذا البئر سقط خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من إصبع عثمان رضي الله عنه وهو مصروف إن كان اسمًا لمكان وإن جعلته اسمًا لتلك البقعة يكون غير مصروف للعلمية والتأنيث المعنوي اهـ عيني (قال) أبو موسى: (فجلست عند الباب) أي عند باب الحائط (وبابها) أي باب الحائط، وأنث الضمير نظرًا إلى كونه