فهذا مختصر ما يتعلَّقُ بالطاعون، فإذا عُلِمَ ما قالوه في طاعون الجارف .. فإن قتادة وُلِدَ سنة إحدى وستين، ومات سنة سبع عشرة ومائة على المشهور، وقيل: سنة ثماني عشرة.
ويلزم من هذا: بُطْلَان ما فَسَّرَ به القاضي عِيَاضٌ رحمه الله تعالى طاعونَ الجارف هنا، ويتعيَّن أحدُ الطاعونَين، فإمَّا سنة سبع وستين، فإن قتادة كان ابنَ ستِّ سنين في ذلك الوقت ومِثْلُه يضبطُه، وإمَّا سنة سبعٍ وثمانين وهو الأظهرُ إنْ شاء الله تعالى، والله أعلم) اهـ (١).
[ترجمة لأبي داود الأعمى]
نُفَيْع -بضمِّ أوله وفتح ثانيه مصغرًا - ابن الحارث، أبو داود الأعمى الهَمْدانيّ الدَّارمي القاصُّ، ويُقال له: السَّبيعي الكُوفيّ؛ لأنهم مواليه، وقد دَلَّسَهُ بعضُ الرواة فقال: نافع بن أبي نافع.
روى عن عمران بن حُصَيْن ومَعْقل بن يَسَار وأبي بَرْزَة الأسلمي وبُرَيدة بن الحُصَيب وابن عباس وابن عُمر وابن الزُّبير وزَيد بن أرقم وأبي الحَمْراء وأنس وعبد الله بن سَخْبَرة وغيرهم، ويروي عنه (ت ق) وأبو إسحاق -وهو أكبرُ منه- وابنُه يونس بن أبي إسحاق وإسماعيل بن أبي خالد والأعمش وزياد بن خَيثَمة وعائذ الله المُجاشعي وعليبن الحَزَوَّر والثَّوْري والمسعودي وهَمَّام وأبو الأحوص وشَرِيك وغيرهم.
قال شريك: دخلتُ على أبي داود الأعمى فجعل يقول: سمعتُ أَبا سعيد وسمعتُ ابنَ عُمر وسمعتُ ابنَ عَباس، ثم أعادها في ذلك المجلس فجعل حديثَ ذا لذا وحديثَ ذا لذا.
وقال أَحْمد بن أبي يحيى: سمعت أَحْمد بن حنبل يقول: أبو داود الأعمى يقولُ: سمعتُ العبادلةَ ... ولم يَسْمَعْ منهم شيئًا.