للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

٣٣ - كتاب الفتن وأشراط الساعة

ــ

٣٣ - كتاب الفتن وأشراط الساعة

والفتن بكسر الفاء وفتح التاء المثناة فوق على وزن قرب وقربة، من الفتن بفتح الفاء وسكون التاء، وأصل الفتن إدخال الذهب في النار لتظهر جودته من رداءته ويُطلق في إدخال الإنسان في النار كما في قوله تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (١٣)} ويُطلق على العذاب كقوله تعالى: {أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} وعلى الاختبار كقوله {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} والفتنة الشدة تأخذ الإنسان في نفسه أو في أهله أو في ماله من القتل والأمراض والآفات وغير ذلك وجعلت الفتنة كالبلاء في أنهما يُستعملان فيما يُدفع إليه الإنسان من شدة أو رخاء وهما في الشدة أظهر معنى وأكثر استعمالًا وفيهما استعمل قوله تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيرِ فِتْنَةً} وقال الراغب في المفردات (ص ٣٧٩) بعد نقل هذه المعاني والفتنة من الأفعال التي تكون من الله تعالى ومن العبد كالبلية والمصيبة والقتل والعذاب وغير ذلك من الأفعال الكريهة، ومتى كان من الله تعالى يكون على وجه الحكمة، ومتى كان من الإنسان بغير أمر الله تعالى يكون بضد ذلك، ولهذا يذم الله الإنسان بأنواع الفتنة في كل مكان كقوله تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}.

والمقصود من كتاب الفتن المدرج في كثير من كتب الحديث ذكر أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أخبر فيها عن الفتن الكائنة في المستقبل إلى يوم القيامة وحذر المسلمين عنها وبين وجه العمل فيه وطريق التخلص منها.

وأما الأشراط فجمع شرط بفتحتين بمعنى العلامة كما في القاموس وأما بسكون الراء ما يلزم من عدمه عدم المشروط له ولا يلزم من وجوده وجود المشروط له وهو الذي يذكره الفقهاء في كتبهم كشروط العبادات والمعاملات والمناكحات وغيرها فيكون الطرد لا العكس، وأما لغة فهو تعليق وجود شيء أو عدمه بآخر كذلك.

والمراد من أشراط الساعة علامتها التي تدل على قرب قيامها.

<<  <  ج: ص:  >  >>