[٦٧٦ - (٢٠) باب الطب ورقية جبريل - عليه السلام - النبي صلى الله عليه وسلم والعين حق والسحر حق والسم حق واستحباب رقية المريض]
ــ
[٦٧٦ - (٢٠) باب الطب ورقية جبريل - عليه السلام - النبي صلى الله عليه وسلم والعين حق والسحر حق والسم حق واستحباب رقية المريض]
والطب بكسر المهملة وحكى ابن السيد تثليثها يطلق لغة بالاشتراك على المداوي وعلى التداوي وعلى الداء أيضًا فهو من الأضداد ويقال أيضًا للرفق والسحر ويقال للشهوة ولطرائق ترى في شعاع الشمس وللحذق بالشيء، والطبيب هو الحاذق بالطب ويقال له أيضًا طب بالفتح والكسر ومستطب وامرأة طب بالفتح ويقال استطب إذا تعاطى الطب واستطب إذا استوصفه والطبيب في الأصل الحاذق في كل شيء وخص به المعالج عرفًا وجمعه في القلة أطبة وفي الكثرة أطباء، وبسبب أن العرب ربما يعتقدون أن الأمراض سببها السحر وكثيرًا ما يداوونه بالسحر استعيرت كلمة الطب لمعنى السحر أيضًا ولأجل هذا ذكر في الحديث رجل مطبوب أي مسحور.
وأما تعريف علم الطب اصطلاحًا فهو علم يتعرف منه أحوال بدن الإنسان من جهة ما يصح ويزول عن الصحة ليحفظ الصحة حاصلة ويستردها زائلة ذكره ابن سينا في القانون [١/ ٣].
ولم يزل علم الطب منذ الأزمان السالفة يعد شرفًا ولم يزل للطبيب مكانة كبيرة في أعين الناس حتَّى في عهد الجاهلية وكان أهل الجاهلية يرجعون إلى الكهان والسحرة لمعالجة أمراضهم وكان فيهم عدد قليل ممن تعلم الطب بطرق علمية وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم منع المسلمين من إتيان الكاهن ولكنه أمر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه حين مرض أن يأتي الحارث بن كلدة طبيب العرب أخرجه أبو داود من طريق ابن أبي نجيح وذكره الحافظ في الإصابة [١/ ٢٨٨] من طريق ابن منده أيضًا، والحارث بن كلدة هذا كان من أهل الطائف، وذكر ابن أبي حاتم أنَّه لا يصح إسلامه فدل الحديث على جواز الاستعانة بأهل الذمة في الطب.
واعلم أن ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم من المعالجات ومن الحقائق