للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَوْ أَنَّ لأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ .. مَا قَبِلَ اللهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، ثُمَّ قَال: حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ

ــ

يُحلف به وإنما ترك ذكره تعظيمًا لاسم الله تعالى لئلا يتخذ غرضًا وسُلمًا للحلف به في كل شيء والله أعلم.

وذكر المُقسم عليه بقوله (لو أن لأحدهم) أي أقسصت بالإله الذي يُحلف به على أنه لو كان لأحد هؤلاء المبتدعة الذين ينفون القدر (مثل) جبل (أحد) جبل معروف بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم خصه بالذكر لشرفه على غيره بكونه في الجنة (ذهبًا) تمييز لمثل قال نفطويه سمي الذهب ذهبًا لأنه يذهب ولا يبقى (فأنفقه) أي فأنفق ذلك الذهب المماثل لأُحد في سبيل الله وطاعته (ما قبل الله) سبحانه وتعالى (منه) أي من ذلك الأحد المنفق نفقاته (حتى يؤمن) أي إلى أن يؤمن ويصدّق ويعتقد (بالقدر) أي بثبوت القدر لله تعالى، أي علمه بالكائنات أزلًا، لأن الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان، فإذا لم يؤمن بالقدر فهو كافر، ونفقات الكافر غير مقبولة، لأن الإيمان شرط في قبول الحسنات، لأنه أساس الأعمال الصالحة، وهذا موضع الجزء الأخير من الترجمة الذي هو إغلاظ القول في حق من لم يؤمن بالقدر.

قال القرطبي: وهذا صريح في أنه كفَّرهم بذلك القول المحكي عنهم بما حكم الله سبحانه به على الكفار في {وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إلا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ} وقد قلنا إنَّ تكفير هذه الطائفة مقطوع به لأنهم أنكروا معلومًا ضروريًّا من الشرع انتهى. وقال الأبي: ونفي الخلاف عن كفر القائلين بذلك خلاف قول الإمام، وقول الإمام إنَّ كفر هؤلاء هو أحد القولين، فأثبت الخلاف فيه وأيضًا فإن الآمدي وغيره عمم الخلاف في كل ذي هوىً من أهل القبلة. اهـ

(ثم قال) ابن عمر رضي الله تعالى عنهما مستدلًا على وجوب الإيمان بالقدر (حدثني أبي) ووالدي (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه.

[ترجمة عمر بن الخطاب وولده عبد الله رضي الله عنهما]

وهو السيد الجليل عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي العدوي وأمه حنتمة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أخت العاص بن هشام بن المغيرة

<<  <  ج: ص:  >  >>