[٧٠٤ - (١٨) والباب السادس منها باب فضائل طلحة والزبير وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله تعالى عنهم أجمعين]
ــ
[٧٠٤ - (١٨) والباب السادس منها باب فضائل طلحة والزبير وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله تعالى عنهم أجمعين]
(أما طلحة) فهو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن كعب بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، وفي مرة يجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد المشاهد كلها إلا بدرًا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بعثه وسعيد بن زيد يتجسسان خبر عير قريش، فلقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من بدر فضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمهما وأجرهما فكانا كمن شهدها، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ طلحة الخير، ويوم ذات العشيرة طلحة الفياض، ويوم حنين طلحة الجود، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، ووقى النبي صلى الله عليه وسلم بيده فشلّت إصبعاه وجُرح يومئذٍ أربعًا وعشرين جراحة، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وقال فيه صلى الله عليه وسلم:"من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على الأرض فلينظر إلى طلحة" وقال فيه أيضًا: "طلحة ممن قضى نحبه" أي ممن وفي بنذره.
وجملة ما رُوي عنه من الحديث ثمانية وثلاثون حديثًا في الصحيحين منها سبعة، وقُتل يوم الجمل، وكان يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، ويقال: إن سهمًا غربًا وهو السهم الذي لا يُعرف راميه أتاه فوقع في حلقه فقال: باسم الله {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا}[الأحزاب / ٣٨] ويقال: إن مروان بن الحكم قتله ودُفن بالبصرة وهو ابن ستين سنة وقيل ابن اثنتين وستين سنة وقيل ابن أربع.
(وأما الزبير) رضي الله عنه فيكنى أبا عبد الله بولده عبد الله لأنه كان أكبر أولاده وهو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، وفي قصي يجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت وأسلم الزبير وهو ابن ثمان سنين وقيل ابن ست عشرة سنة فعذبه عمه بالدخان لكي يرجع عن الإسلام فلم يفعل، هاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين، ولم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أول من سل سيفًا في سبيل الله، وكان عليه يوم بدر ريطة -هي الملاءة كلها نسج واحد وقطعة