أي: فأتيتُ أنا وعبدُ الرحمنِ زيادَ بنَ ميمونٍ مَرَّةً ثانيةً بذلًا للنصيحة له، فقلنا له: أتروي عن أنسٍ ثانيًا بعد ما كذبت نفسك في روايتك عنه وقلتَ لنا: أتوب إلى الله تعالى من ذلك الكذب؟ !
(فقال) زيادُ بن ميمونٍ في جواب كلامنا: (أتوبُ) ثانيا إلى الله من كذبي ثانيا، قال أبو داود:(ثُم كان) زيادُ بن ميمونٍ، وقولُه:(بعدُ) متعلق بقوله: (يُحَدثُ) كما مَر نظيرُه آنفا؛ أي: ثم كان زياد يُحَدِّثُ ويروي عن أنسٍ بعد ما كذب نفسه مَرةً ثالثةً (فتَرَكْناه) أي: فتَرَكْنا زيادًا على حاله وكذبه؛ لأنه أَبَى عن قبول النصيحة والتوبة إلى الله تعالى، فلا ينفعه الوعظُ والتذكيرُ.
فصل في ترجمة عَبَّاد بن منصور الناجِي:
- بالنون والجيم- أبي سلمة البصري القاضي بها.
قال في "التقريب": صدوقٌ رُمي بالقَدَر، وكان يُدلس، وتغير بآخَرَة، من السادسة، مات سنة اثنتين وخمسين ومائة. اهـ
روى عن عكرمة وعطاء وأبي رجاء العُطَارِدي وأبي المُهَزم البصري والحَسَن وأيوب وهشام بن عُرْوة والقاسم بن محمد بن أبي بكر، ويروي عنه (خت عم) وإسرائيل وحمّاد بن سلمة ورَيْحان بن سعيد وزياد بن الربيع وابن أخته عَرْعَرة بن البِرِنْد وشُعْبة ويحيى القطّان وابن وَهْب ورَوْح بن عُبادة ووَكِيع والنضْر بن شُمَيل ويَزيد بن هارون وأبو داود الطيالسي وعدة.
قال علي بن المَدِيني: قلتُ ليحيى بن سعيد: عَباد بن منصور كان قد تَغَيَّرَ؟ قال: لا أدري، إلّا أنا حين رأيناه نحن كان لا يحفظ، ولم أرَ يحيى يرضاه.
وقال أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان قال جدي: عَبَّاد ثقةٌ، لا ينبغي أن يترك حديثُه لرأي أخطأ فيه، يعني القدر.
وقال الدوري عن ابن مَعِين ليس بشيء، وكان يُرْمَى بالقَدَر، وقال أبو زرعة: لَيِّن.
وقال أبو حاتم: كان ضعيفَ الحديث، يُكتب حديثه، ونرى أنه أَخَذَ هذه