٧٣٥ - (٢٤) باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان ومنْ سَنَّ سنّةً حسنةً أو سيئة إلخ ...
ثم استدل المؤلف على الجزء الأول من الترجمة بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه فقال:
٦٦٢٦ - (٢٦٤٧)(٢١٤)(حَدَّثَنَا شيبان بن فرُّوخ) الحبطي الأبلي صدوق من (٩)(حَدَّثَنَا عبد الوارث) بن سعيد بن ذكوان التميمي العنبري مولاهم البصري ثقة من (٨) روى عنه في (٨) أبواب (حَدَّثَنَا أبو التَّيَّاح) يزيد بن حميد الضبعيُّ البصري ثقة من (٥) روى عنه في (٧) أبواب (حدَّثني أنس بن مالك) رضي الله عنه وهذا السند من رباعياته (قال) أنس (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة) وعلامات قربها (أن يُرفع العلم) أي بقبض العلماء فلا يبقى أحد منهم فيأخذ الناس رؤوسًا جهالًا فيفتون بغير علم كما في حديث عبد الله بن عمرو الَّذي سنذكره قريبًا (ويُثبت الجهل) أي ينتشر الجهل بعلم الشريعة وما كان آلة لها هكذا وقع في كثير من النسخ "يثبت" من الثبوت ووقع في بعضها "يبث" بمعنى ينتشر (ويُشرب الخمر) أي جهارًا بكثرة وإلا فمطلق الشرب لم يزل موجودًا في كل زمان ويحتمل أن يكون المراد شيوع شربه في مجتمعات المسلمين والعياذ بالله تعالى (ويظهر الزنا) أي يفشو وينتشر حتَّى لا يتسحيى منه.
قال القرطبي قوله:"إن من أشراط الساعة" أي من علامات قرب يوم القيامة وقد تقدم القول في الأشراط وأنها منقسمة إلى ما يكون من قبيل المعتاد وإلى ما لا يكون كذلك بل خارقًا للعادة على ما يأتي إن شاء الله تعالى: "قولُه أن يرفع العلم ويظهر الجهل" وقد بين كيفية رفع العلم وظهور الجهل في حديث عبد الله بن عمرو الَّذي قال فيه "إنَّ الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء"