للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الحديث وهو نص في أن رفع العلم لا يكون بمحوه من الصدور بل بموت العلماء وبقاء الجهال الذين يتعاطون مناصب العلماء في الفتيا والتعليم يفتون بالجهل ويعلمونه فينتشر الجهل ويظهر وقد ظهر ذلك ووجد على نحو ما أخبر صلَّى الله عليه وسلم فكان ذلك دليلًا على نبوَّته صلَّى الله عليه وسلم وخصوصًا في هذه الأزمان إذ قد ولي المدارس والفتيا كثير من الجهال والصبيان وحُرمها أهل ذلك الشأن غير أنَّه قد جاء في كتاب الترمذي عن جبير بن نفير.

عن أبي الدرداء ما يدل على أن الَّذي يرفع هو العمل وقال: أبو الدرداء رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلَّى الله عليه وسلم، فقال زياد بن لبيد الأنصاري وكيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن فوالله لنقرأنه ولتقرأ منه نساؤنا وأبناؤنا فقال: ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تُغني قال فلقيت عبادة بن الصامت فقلت ألا تسمع إلى ما يقول أخوك أبو الدرداء فأخبرته بالذي قال أبو الدرداء قال صدق أبو الدرداء إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع الخشوع يوشك أن تدخل مسجد الجامع فلا ترى فيه رجلًا خاشعًا رواه الترمذي [٢٦٥٣] وأخرجه النسائي في الكبرى من حديث جبير بن نفير أيضًا عن عوف بن مالك الأشجعي من طرق صحيحة [٥٩٠٩] وظاهر هذا الحديث أن الَّذي يرفع إنما هو العمل بالعلم لا نفس العلم وهذا بخلاف ما ظهر من حديث عبد الله بن عمر فإنه صريح في رفع العلم.

"قلت" ولا تباعد فيهما فإنه إذا ذهب العلم بموت العلماء خلفهم الجهال فأفتوا بالجهل فعمل به فذهب العلم والعمل وإن كانت المصاحف والكتب بأيدي الناس كما اتفق لأهل الكتابين من قبلنا ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزياد على ما نص عليه النسائي ثكلتك أمك زياد هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى وذلك أن علماءهما لما انقرضوا خلفهم جهَّالهم فحرَّفوا الكتاب وجهلوا المعاني فعملوا بالجهل وأفتوا به فارتفع العلم والعمل وبقيت أشخاص الكتب لا تغني شيئًا.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٢١/ ١٦٢] والبخاري في مواضع منها في العلم باب رفع العلم وظهور الجهل [٨٠ و ٨١]، وفي النِّكَاح [٥٢٣١] والترمذي في الفتن [٢٦٥٢] وابن ماجة في الفتن باب أشراط الساعة [٤٠٩٤].

ثم ذكر المؤلف المتابعة في هذا الحديث فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>