للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بِسم اللهِ الرّحمِنِ الرحيم

[أبواب الاستسقاء]

ــ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على كماله والشكر له على نواله: شكرًا يوافي محصوله ويكافئ مزيده والصلاة والسلام على نبيه وآله وصحبه وأتباعه منبع حكمه وأحكامه سيدنا محمَّد صاحب جوامع الكلم مأخذ الدين القويم الأقدم صلاة وسلامًا دائمين متلازمين إلى يوم الدين صلاة تحل بها العقد وتفك بها الكرب وتبلغ بها العبد غاية ما طلب صلاة أُرقى بها مراقي الإخلاص وأنال بها غاية الاختصاص صلاتك التي صليت عليه دائمة بدوامك باقية ببقائك عدد مأحاط به علمك وجرى به قلمك آمين آمين يَا رب العالمين.

(أما بعد) فإنِّي لما فرغت من تسطير المجلد السادس من شرح هذا الجامع الصحيح تفرغت لبداية المجلد السابع من هذا الشرح الجليل بتسطير ما عندي من رشحات العلوم الناقلة والفيوضات الهاطلة مستمدًا من الله التوفيق والهداية لأقوم الطريق فقلت وقولي هذا:

[أبواب الاستسقاء]

والاستسقاء لغة طلب السقيا مطلقًا من الله أو من غيره وشرعًا طلب سقيا العباد من الله عند حاجتهم إليها لانقطاع مطر أو قلة ماء عين أو نهر بعد كثرته أو توقف النيل في أيام زيادته أو ملوحة ماءٍ بعد عذوبته وأول من استسقى من الأنبياء موسى - عليه السلام - كما قال تعالى {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ} [البقرة: ٦٠] الآية والاستسقاء ثلاثة أنواع أحدها أن يكون بالدعاء مطلقًا فرادى ومجتمعين وثانيها أن يكون بالدعاء خلف الصلاة ولو نافلة كما ذكره صاحب البيان وغيره من الأصحاب خلافًا لما وقع للنوويّ في شرح مسلم من تقييده بالفرائض وفي خطبة الجمعة وثالثها وهو الأفضل أن يكون بالصلاة والخطبتين وبه قال مالك وأبو يوسف ومحمَّد وعن أَحْمد لاخطبة وإنما يدعو ويكثر الاستغفار والجمهور على سنية الصلاة خلافًا لأبي حنيفة ومحل كونها سنة إذا لم يأمر بها الإِمام وإلا وجبت.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>