أي هذا باب معقود لبيان أول ما يجب على المكلفين وهو الإقرار بالشهادتين مع اعتقاد معناهما اعتقادًا جازمًا، ودل عليه الحديث بقوله:"فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله" فإنَّه - صلى الله عليه وسلم - أمر معاذًا بتقديم الدعوة إلى الشهادتين على سائر الأركان، وباب معقود لبيان أن الدعوة إلى الإِسلام على التدريج أي شيئًا فشيئًا بتقديم الأهم فالأهم لأنه - صلى الله عليه وسلم - أمره بدعوتهم أولًا إلى الشهادتين ثمَّ إلى الصلاة ثمَّ إلى الزكاة، وبيان أن دعوة المظلوم وشكايته إذاية الظالم إياه إلى الله - عَزَّ وَجَلَّ - مستجابة ولو كان المظلوم كافرًا.
وترجم لهذا الحديث النواوي بقوله (باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإِسلام) وهكذا الترجمة في أكثر نُسخ المتن وترجم له السنوسي بقوله (باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإيمان) وهي متقاربة لترجمة النواوي، وترجم له الأبي بقوله (باب حديث معاذ) - رضي الله عنه - وترجم له القرطبي بقوله (باب أول ما يجب على المكلفين) وترجمتنا أعم وأوضح والله أعلم.
وذكر المؤلف في هذا الباب حديث بعث معاذ إلى اليمن فقط، وهو من أصح الأحاديث لأنه متفق عليه في الصحيحين وذكر فيه متابعتين فقط وبالسندين المتصلين قال المؤلف رحمه الله تعالى:
(٢٩) - س (١٩)(حدثنا أبو بكر) عبد الله بن محمَّد (بن أبي شيبة) إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي أحد الأئمة الأعلام من العاشرة مات سنة (٢٣٥) خمس وثلاثين ومائتين وتقدم البسط في ترجمته وأن المؤلف روى عنه في ستة عشر بابا تقريبًا (و) حدثنا أيضًا (أبو كريب) محمَّد بن العلاء بن كريب الهمداني من العاشرة مات سنة (٢٤٨) ثمان وأربعين ومائتين، وتقدم البسط في ترجمته وأن المؤلف روى عنه في عشرة أبواب تقريبًا