الهجرة واختط له النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنب المسجد وقال له النبي صلى الله عليه وسلم "أشبهت خلقي وخُلقي" رواه أحمد [١/ ٩٨ - ٩٩] والحاكم [٣/ ١٢٠] من حديث علي ورواه البخاري [٢٦٩٩] والترمذي [٣٧٦٥] من حديث البراء ثم غزا غزوة مؤتة وذلك في سنة ثمان من الهجرة فقتل فيها بعد أن قاتل فيها حتى قطعت يداه جميعًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء" أخرجه البغدادي في معجمه وأبو عمر في الاستيعاب [١/ ٢١٠] وابن الأثير في أُسد الغابة [/ ١ ٣٤٣] وانظر ذخائر العقبى [ص ٢١٧] فمن هناك قيل له ذو الجناحين ولما أتى النبي صلَّى الله عليه وسلم نعي جعفر أتى امرأته أسماء بنت عميس فعزاها في زوجها فدخلت فاطمة تبكي وهي تقول واعمّاه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على مثل جعفر فلتبك البواكي رواه ابن الأثير في أُسد الغابة وأبو عمر في الاستيعاب.
[فضائل أسماء زوجة جعفر]
وأمَّا أسماء زوجة جعفر فهي ابنة عميس مصغرًا بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك الخثعمية من خثعم أنمار وهي أخت ميمونة زوج النبي صلَّى الله عليه وسلم وأخت لبابة أم الفضل زوجة العباس وأخت أخواتها وهن تسع وقيل عشر هاجرت أسماء مع زوجها جعفر إلى أرض الحبشة فولدت له هناك محمدًا وعبد الله وعوفًا ثم هاجرت إلى المدينة فلما قتل جعفر تزوجها أبو بكر الصديق رضي الله عنه وولدت له محمد بن أبي بكر ثم مات عنها فتزوجها علي بن أبي طالب فولدت له يحيى بن علي لا خلاف في ذلك وقيل كانت أسماء بنت عميس تحت حمزة بن عبد المطلب فولدت له ابنة تسمى أمة الله وقيل أمامة ثم خلف عليها بعده شداد بن الهادي الليثي فولدت له عبد الله وعبد الرحمن ثم خلف عليها بعده جعفر ثم كان الأمر كما ذكر آنفًا.
ثم استدل المؤلف على فضائل أهل السفينة بحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فقال:
٦٢٥٦ - (٢٤٨٧)(٤٣) (حدثنا عبد الله بن برّاد الأشعري ومحمد بن العلاء