[٥٠٤ - (٦٠) باب الإفاضة من عرفة بعد الغروب وجمع صلاتي المغرب والعشاء بمزدلفة والسير على هينته والإسراع إذا وجد فجوة]
٢٩٧٩ - (١٢٤٨)(١٧٨)(حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن موسى بن عقبة) الأسدي المدني (عن كريب) بن أبي مسلم أبي رشدين (مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد) رضي الله عنهما. وهذا السند من خماسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم مدنيون إلا يحيى بن يحيى فإنه نيسابوري (أنه) أي أن كريبًا (سمعه) أي سمع أسامة بن زيد (يقول دفع) أي ذهب (رسول الله صلى الله عليه وسلم) يوم عرفة بعد الغروب (من عرفة) إلى مزدلفة (حتى إذا كان) صلى الله عليه وسلم (بالشعب) الأيسر للذاهب إلى مزدلفة قبيل المزدلفة وهي الطريق المعهودة هناك للحجاج ومعناه الأصلي ما انفرج بين جبلين أو الطريق في الجبل (نزل) عن راحلته (فبال) أي قضى حاجة البول (ثم توضأ) أي غسل أعضاء وضوئه (ولم يسبغ الوضوء) أي لم يكمله، قال القرطبي: اختلف الشراح في قوله (ولم يسبغ الوضوء) هل المراد به اقتصر به على بعض الأعضاء فيكون وضوءًا لغويًّا أو اقتصر على بعض العدد وهي الواحدة مع استيفاء الأعضاء فيكون وضوءًا شرعيًّا، قال: وكلاهما محتمل لكن عضد من قال بالشرعي قوله بقول الراوي في الرواية الأخرى وضوءًا خفيفًا فإنه لا يقال في الناقص من الأصل خفيف، وإنما يطلق خفيف على ناقص الكيفية، ولا خلاف في أن قوله فأسبغ الوضوء أنه شرعي اهـ من المفهم، قال أسامة (فقلت له) صلى الله عليه وسلم أتريد (الصلاة) هنا يا رسول الله (قال) صلى الله عليه وسلم (الصلاة) بالرفع مبتدأ خبره متعلق الظرف في قوله (أمامك) أي مفعوله قدامك أي في المزدلفة (فركب) ناقته بعد ما توضأ (فلما جاء المزدلفة نزل)