٧٨٧ - (٣١) باب في قوله تعالى: {وَلَيسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} الآية
٧٣٦٤ - (٢٣١٤)(١٧٤)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي إسحاق) السبيعي عمرو بن عبد الله (قال سمعت البراء) بن عازب بن الحارث الأنصاري الكوفي رضي الله عنه. وهذان السندان من خماسياته (يقول كانت الأنصار إذا حجوا) بيت الله تعالى (فرجعوا) من حجهم (لم يدخلوا البيوت) لهم من أبوابها، بل يعتقدون حرمة دخولها (إلا من ظهورها) وسقوفها لئلا يحول بينهم وبين السماء شيء، قال الطبري: إنما كانوا يفعلون ذلك لأنهم كانوا إذا أحرموا يكرهون أن يحول بينهم وبين السماء سقف حتى يرجعوا إلى منازلهم فإذا رجعوا لا يدخلون البيوت إلا من ظهورها وسقوفها أو خلفها ويعتقدون أن ذلك من البر والقرب فنفى الله ذلك بقوله {وَلَيسَ الْبِرُّ .. } الآية اهـ من الأبي.
قوله (كانت الأنصار) وسائر العرب غير الحمس وهم قريش (إذا حجوا) أي واعتمروا، ورواية البخاري (إذا أحرموا) أي بالحج أو العمرة (لم يدخلوا البيوت إلا من ظهورها) أي من نقب أو فرجة من ورائها لا من بابه وبيّن سبب ذلك الزهري فيما رواه عنه الطبري فقال: كان ناس من الأنصار إذا أهلوا بالعمرة لم يحل بينهم وبين السماء شيء يتحرجون من ذلك وكان الرجل يخرج مهلًا بالعمرة فتبدو له الحاجة بعدما خرج من بيته فيرجع ولا يدخل من باب الحجرة مخافة أن يحول سقف الباب بينه وبين السماء فيفتح الجدار من ورائه ثم يقوم في حجرته فيأمر بحاجته فتخرج إليه من بيته اهـ من ابن جرير [٢/ ١٨٧].