وها أنا أقولُ: وقولي هذا: فالحمدُ لله على ما حَبانا، والشكرُ له على ما أولانا، وأسأله أَنْ يُدِيم نفعه بين عبادِه، وَيرُدَّ عنه جَدَلَ منكره وجاحدِه، ويَطْمِسَ عنه عَين كائِده وحاسِده.
والمَرْجُو مِمَّن صرف وجهه إليه، بعَين القبول والرغبةِ لديه: أن يُصلح خطأَه وسَقْطته، ويُزيل زَلله وهفوته بعد التأمل والإمعان، لا بمجرد النظر والعِيان؛ لأنَّ الإنسان مركزُ الجهل والنسيان، لا سيما حليفُ البطالة والتَّوانِ، عن عبادة مولاه المَنَّان، ليكون ممن يدفع السيئةَ بالحسنة، لا مِمَّنْ يُجازي الحسنةَ بالسيئة.
علَّمنا الله وإياكم علومَ السالفين، وجَنَّبنا وإياكم زُيوفَ الخالفين، وأَدَّبنا وإياكم بآداب الأخيار، وأذَاقنا وإياكم كُؤوسَ المعارف والأسرار، بمغارف معارفِ السُّنن المطهرة واتباع مكارم الأخلاق المُصْطَفية، على صاحبها أفضلُ الصلوات وأزكى التحية، سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين وسيد الأولين والآخرين، وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وآل كلِّ وجميع الأولياء والمقربين، وعلينا وعلى سائر عباد الله الصالحين والحمد لله رب العالمين.
آمينَ آمينَ لا أَرْضَى بواحِدة ... حتَّى أُكَمِّلَها ألفين آمينا
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
إنما النفس كالزجاجة والعلـ. م سراجٌ وحكمةُ الله زَيتُ
فإذا أَبْصَرَتْ .. فإنك حَيٌّ ... وإذا أظلمَت .. فإنك مَيتُ