جدًّا، فَقِيلَ لِيَحْيَى: أَضْعَفُ مِنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ؟ قَال: نَعَمْ، ثُمَّ قَال: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَدًا يَرْوي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيدِ بْنِ عُمَيرٍ
ــ
أي: حَكَمَ بضَعْفِه في الحديثِ وتركِه وعدمِ الاحتجاجِ به.
وقولُه: (جِدًّا) بكسر الجيم، وهو مصدر جَدَّ يَجدُّ جدًّا من باب حَنَّ يَحِنُّ، يُقال: جَدَّ في الأمرِ إذا بَالغَ فيه، وهو منصوبٌ على المفعولية المطلقة؛ لأنه صفةٌ لمصدرٍ محذوفٍ تقديرُه: ضغَفه تضعيفا جِدًّا بليغًا؛ أي: بالغًا الغايةَ.
[نبذة من ترجمة محمد بن عبد الله الليثي]
وهو محمد بن عَبْدِ الله بن عُبَيد الليثي المكي، ويُقال له: محمدٌ المُحْرِمُ.
روى عن عطاء وابن أبي مُلَيكَة، ويروي عنه النُّفَيلي وداود بن عَمْرٍو الضَّبِّي وعدّة.
ضَعَّفَه ابنُ مَعِين، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك.
وقال النُّفَيلِيُّ: حدثنا محمد بن عَبْد الله بن عُبَيد بن عُمَير، عن عَمْرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه: (أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد)، ورواه مطرف الصنعاني عن ابن جُرَيج عن عَمْرو بن شُعَيب.
وروى عبد الله بن نافع عن محمد بن عَبْد الله بن عُمَير، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن ابن عُمر: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن السبيل إلى الحج فقال: "الزاد والراحلة".
قال ابن عدي: وهو مع ضعفه يكتب حديثه.
وروى ضمرة عن ابن شَوْذَب قال: قال عكرمة لمحمد: ما أعلم أحدًا شرًّا منك، قال: كيف؟ قال: لأن الناس يستقبلون هذا البيت بالتلبية وأنت تستدبره بها، قال: وكان محمد يحرم السنة كلها، وإذا انصرف إلى أهله .. لبى بالحج. اهـ من "الميزان" (٣/ ٥٩٠ - ٥٩١).
(فقيل ليحيى) بنِ سعيدٍ القطَّان: محمدٌ هذا (أَضْعَفُ من يعقوبَ بنِ عَطَاءِ) بن أبي رباح المكيِّ؟ (قال) يحيى: (نَعَمْ) أي: هو أضعفُ من يعقوب بن عطاء، (ثُمَّ قال) يحيى: (ما كُنْتُ أَرى) بضم الهمزة وفتحها؛ أي: ما كُنْتُ أَظُنُّ وأعتقدُ (أن أحدًا) من الناس (يَرْوي) ويأخذُ الحديثَ (عن محمدِ بنِ عَبْدِ الله بن عُبَيد بن عُمَير)