الصحابة باب هجرة الحبشة [٣٨٧٦] وفي المغازي باب غزوة خيبر [٤٢٣٥ و ٤٢٣١].
[فضائل سلمان رضي الله عنه]
أمَّا سلمان فيكنى أبا عبد الله وكان ينتسب إلى الإسلام فيقول أنا سلمان ابن الإسلام ويعد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه أعانه بما كوتب عليه فكان سبب عتقه وكان يعرف بسلمان الخير وقد نسبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل بيته فقال سلمان منا أهل البيت رواه الحاكم [٣/ ٥٩٨] والطبراني في الكبير [٦/ ٢٦١] وأصله فارسي من رام هرمز من قرية يقال لها جي في حاشية أسد الغابة [٢/ ٤١٧] جيّ اسم مدينة أصبهان القديم ويقال بل من أصبهان وكان أبوه مجوسيًا من قوم مجوس فنبهه الله تعالى لقبح ما كان عليه أبوه وقومه وجعل في قلبه التشوف إلى طلب الحق فهرب بنفسه وفر من أرضه إلى أن وصل إلى الشام فلم يزل يجول في البلدان ويختبر الأديان ويستكشف الأحبار والرهبان إلى أن دل على راهب الوجود فوصل إلى المقصود وذلك بعد مكابدة عظيم المشقات والصبر على مكاره الحالات من الرق والإذلال والأسر والأغلال كما هو منقول في إسلامه في كتب السير وغيره وروى أبو عثمان النهدي عن سلمان أنه قال تداوله في ذلك بضعة عشر ربًا من رب إلى رب حتى أفضى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال غيره فاشتراه النبي صلَّى الله عليه وسلم للعتق من قوم من اليهود بكذا وكذا درهمًا وعلى أن يغرس لهم كذا وكذا من النخل يعمل فيها سلمان حتى تدرك فغرس رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل كلها بيده فأطعمت النخل من عامه وأول مشاهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق ولم يفته بعد ذلك مشهد معه وقد قيل إنه شهد بدرًا وأحدًا والأول أعرف وكان خيرًا فاضلًا حبرًا عالمًا زاهدًا متقشفًا روي عن الحسن أنه قال كان عطاء سلمان خمسة آلاف وكان إذا خرج عطاؤه تصدق به ويأكل من عمل يده وكانت له عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها وذكر ابن وهب وابن نافع عن مالك كان سلمان يعمل الخوص بيده فيعيش منه ولا يقبل من أحد شيئًا قال ولم يكن له بيت إنما كان يستظل بالجدر والشجر وإن رجلًا قال له ألا أبني لك بيتًا تسكن فيه فقال ما لي به حاجة فما زال به الرجل حتى قال له إني أعرف البيت الذي يوافقك قال فصفه لي فقال أبني لك بيتًا إذا أنت قمت فيه أصاب رأسك سقفه وأنت إذا مددت رجليك