للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِثْلَهُ، وَحَدِيثُ مَعْمرٍ مِثْلُ حَدِيثِ يُونُسَ. غَيرَ أَنَّهُ قَال: "فَلْيَتَصَذقْ بِشَيءٍ". وَفِي حَدِيثِ الأَوْزَاعيِّ: "مَنْ حَلَفَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى"

ــ

عبد الرحمن عن أبي هريرة (مثله) أي مثل ما روى يونس عن الزهري، غرضه بيان متابعة الأوزاعي ومعمر ليونس (وحديث معمر مثل حديث يونس) لفظًا ومعنى (غير أنه) أي لكن أن معمرًا (قال) في روايته: (فليتصدق بشيء) بزيادة لفظ شيء (وفي حديث الأوزاعي من حلف باللات والعزى) بزيادة العزى.

قال النووي: قال أصحابنا: إذا حلف باللات والعزى وغيرهما من الأصنام أو قال: إن فعلت كذا فأنا يهودي أو نصراني أو بريء من الإسلام أو بريء من النبي صلى الله عليه وسلم أو نحو ذلك لم تنعقد يمينه بل عليه أن يستغفر الله تعالى ويقول: لا إله إلا الله ولا كفارة عليه سواء فعله أم لا؟ هذا مذهب الشافعي ومالك وجماهير العلماء، وقال أبو حنيفة: تجب الكفارة في كل ذلك إلا في قوله: أنا مبتدع.

وتُوهِم هذه العبارة أن الحنفية تجب عندهم الكفارة بالحلف باللات والعزى وليس الأمر كذلك فإن الحلف بغير الله تعالى لا ينعقد عندهم كما هو مصرح في كتبهم، نعم إذا حلف بقوله: إن لم أفعل كذا وكذا فأنا كافر أو يهودي أو نصراني فإن ذلك ينعقد عندهم يمينًا لأن العُرْف شائع بذلك ومبنى الأيمان على العُرْف.

[مبحث في اللات والعزى وتاريخهما]

اللات والعزى كلاهما صنمان ويعبدهما الجاهليون، فأما اللات فقد رُوي بتخفيف التاء وبتشديدها كما في لسان العرب [٣٨٨/ ٢] وهي من الأصنام القديمة المشهورة عند العرب، وذكر ابن الكلبي في كتاب الأصنام له أنه كان صخرة مربعة بيضاء بنت ثقيف عليها بيتًا صاروا يسيرون إليه يضاهون به الكعبة وله حجبة وكسوة ويحرّمون واديه وكانت سدانته لآل أبي العاص أو لبني عتاب بن مالك، وكانت قريش وجميع العرب يعظمونه أيضًا ويتقربون إليه حتى إن ثقيفًا كانوا إذا قدموا من سفر توجهوا إلى بيت اللات أولًا للتقرب إليه وشكره على السلامة ثم يذهبون بعد ذلك إلى بيوتهم اهـ معجم البلدان للحموي [٤/ ١٧].

واختلف المؤرخون في موضع اللات فقيل: إنه كان بالطائف وقيل: بنخلة وقيل: بعكاظ وقيل: في جوف الكعبة والأصح أنه كان بالطائف في موضع منارة مسجد الطائف

<<  <  ج: ص:  >  >>