أي هذا باب معقود في ذكر المسيح عيسى ابن مريم - عليه السلام - وفي ذكر المسيح الدجال أي المبالغ في الكذب لادعائه الألوهية وجمعهما في حديث واحد لاجتماعهما في الزمن في آخر الدنيا عندما يقتله عيسى - عليه السلام -.
وسمي عيسى ابن مريم مسيحًا لسياحته لأنه لم يكن له مستقر من الأرض، وقيل لأنه صدق والمسيح الصديق، وقيل لأن زكرياء مسحه، وقيل لأنه لم يمسح ذا عاهة إلا عوفي (ع) وقيل لأنه ممسوح القدمين لا أخمص له، وقيل لأن الله تعالى مسحه أي أحسن خلقه فهو بمعنى جميل وقيل لمسحه الأرض أي قطعها، وقيل لأنه خرج من بطن أمه ممسوحًا بالدهن، وقيل لأنه مسح بالبركة حين ولد.
وسمي الدجال مسيحًا لمسح إحدى عينيه فهو فعيل بمعنى مفعول، وقيل لمسحه الأرض ولا خلاف في المسيح ابن مريم أنه بفتح الميم وكسر السين خفيفة، واختلف في الدجال فالأكثر يقوله كذلك إلا أن عيسى - عليه السلام - مسيح هدى والدجال مسيح ضلالة، وفي كتاب أبي إسحاق بن جعفر: بكسر الميم وشد السين، وبعضهم يقوله كذلك بالخاء المعجمة، قال أبو الهيثم: من مسخه أي خلقه خلقًا ملعونًا، وبعضهم يقوله بكسر الميم وتخفيف السين وكذا وجدته في البخاري بضبط الأصيلي، قال ابن سراج: من كسر فيه الميم شدد السين، وأما تسميته دجالًا فقال ثعلب: لقطعه الأرض من دجل، وقيل لتمويهه من دجل إذا موه، ويقال لكل كذاب دجال لهذا المعنى. اهـ من الأبي.
(٣٢٨) - (١٦٠)(٨٣)(حدثنا يحيى بن يحيى) بن بكير التميمي الحنظلي النيسابوري ثقة ثبت إمام من العاشرة مات سنة (٢٢٦) روى عنه في (١٩) بابًا تقريبًا (قال) يحيى (قرأت على مالك) بن أنس بن مالك الأصبحي المدني ثقة متقن من السابعة مات سنة (١٧٩) روى عنه في (١٧) بابًا تقريبًا، وقوله (قرأت على مالك) هو بمعنى أخبرني مالك (عن نافع) الفقيه العدوي مولاهم مولى ابن عمر أبي عبد الله المدني ثقة ثبت فقيه من الثالثة مات سنة (١١٧) روى عنه في (١٢) بابًا تقريبًا (عن عبد الله بن عمر)