للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال: "أَرَانِي لَيلَةً عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَرَأَيتُ رَجُلًا آدَمَ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءِ مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ، لَهُ لِمَّةٌ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ اللَّمَمِ، قَدْ رَجَّلَهَا فَهِيَ تَقْطُرُ مَاءً،

ــ

بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما له [١٦٣٠] حديثًا العدوي المكي روى عنه في (١٣) بابًا تقريبًا، وهذا السند من رباعياته وهو من أصح الأسانيد ويسمى سلسلة الذهب رجاله اثنان منهم مدنيان وواحد مكي وواحد نيسابوري (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أراني) بفتح الهمزة، وفي السنوسي بضمها مضارع رأى من الرؤيا مسند إلى المتكلم أي أرى أنا نفسي في المنام (ليلة) وفي رواية (أراني الليلة في المنام) أي رأيت نفسي في هذه الليلة يعني البارحة (عند الكعبة) المشرفة سميت كعبة لتكعبها أي لارتفاعها وتربعها وكل بيت مربع عند العرب فهو كعبة، وقيل سميت كعبة لاستدارتها وعلوها ومنه كعب الرجل ومنه كعب ثدي المرأة إذا علا واستدار (فرأيت) في ذلك المنام (رجلًا آدم) أي أسمر أحسن في أدمته (كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال) وسمرتهم، والأدم بضم الهمزة وسكون الدال جمع آدم على وزان حمر وأحمر كسمر وأسمر وزنًا ومعنى (له) أي لذلك الرجل (لمة) بكسر اللام وتشديد الميم هو الشعر المتدلي الذي جاوز شحمة الأذنين فإذا بلغ المنكبين فهو جمة يجمع على لمم كقربة وقرب، وقال الجوهري: ويجمع على لمام بكسر اللام أي له لمة حسناء (كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رجلها) بتشديد الجيم أي قد رجل ذلك الرجل تلك اللمة وسرحها بمشط مع ماء أو غيره (فهي) أي فتلك اللمة (تقطر ماء) أي تمطر وتصب الماء الذي رجلها به لقرب ترجيله وإلى هذا المعنى نحا القاضي الباجي، قال القاضي عياض: ومعناه عندي أن يكون ذلك عبارة عن نضارته وحسنه واستعارة لجماله ونظافته، قال الأبي: ولعله نبه بذلك على أن الغسل للطواف مشروع، وعبارة المفهم هنا وقوله في وصف عيسى (آدم) من الأدمة وهي لون فوق السمرة ودون السحمة بضم السين المهملة وسكون الحاء المهملة السواد، وكان الأدمة يسير سواد يضرب إلى الحمرة وهو غالب ألوان العرب، ولهذا جاء في رواية أخرى في وصف عيسى (إنه أحمر) مكان آدم وعلى هذا يجتمع ما في الروايتين، وقد روى البخاري من رواية أبي هريرة في صفة عيسى (إنه أحمر كأنما خرج من ديماس) أي حمام، وقد أنكر ابن عمر هذا وحلف أن النبي

<<  <  ج: ص:  >  >>