والجهاد لغة مصدر جاهد يجاهد مجاهدة وجهادًا إذا قاتل مع غيره مطلقًا وشرعًا المقاتلة مع الكفار لإعلاء كلمة الله تعالى وهذا هو الجهاد الأصغر وأما الجهاد الأكبر فهو مجاهدة النفس بمنعها من المحرمات والشبهات والشهوات فلذلك كان - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا رجع من الغزو: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر وعرفه الشيخ ابن عرفة بأنه قتال مسلم كافرًا غير ذي عهد لإعلاء كلمة الله أو حضوره أو دخوله أرضًا له وقوله أو حضوره أو دخوله بالرفع عطفًا على قتال وأو للتنويع يعني أن من حضر القتال وإن لم يقاتل أو دخل أرض الحرب للقتال حكمه حكم المجاهد وإن لم يقاتل وحكمه أنَّه فرض كفاية إن كان الكفار في بلادهم وفرض عين إذا دخلوا بلدة من بلاد المسلمين وقرية من قراهم والأصل فيه قبل الإجماع آيات كقوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيكُمُ الْقِتَالُ} وقوله: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً} وأخبار كخبر الصحيحين كقوله - صلى الله عليه وسلم -: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله)(والسير) جمع سيرة وهي أحواله - صلى الله عليه وسلم - المتلقاة عنه في الغزوات كما وقع له - صلى الله عليه وسلم - في بدر فإنَّه قتل وفدى ومنَّ وضرب الرق على بعض وعبارة القسطلاني قوله:(كتاب الجهاد والسير) والجهاد بكسر الجيم مصدر جاهدت العدو مجاهدة وجهادًا وأصله جيهاد كقيتال فخفف بحذف الياء وهو مشتق من الجهد بفتح الجيم وهو التعب والمشقة لما فيه من ارتكابها أو من الجهد بالضم وهو الطاقة لأنَّ كل واحد منهما بذل طاقته في دفع صاحبه وهو في الاصطلاح قتال الكفار لنصرة الإِسلام وإعلاء كلمة الله ويطلق أيضًا على جهاد النفس والشيطان والمراد به في الترجمة الأول (والسير) بكسر السين المهملة وفتح الياء التحتانية وزاد في الفرع بفتح السين وسكون التحتية جمع سيرة وهي الطريقة وأطلق ذلك على أبواب الجهاد لأنها متلقاة من أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزواته اهـ.