للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٧٠٣ - (١٧) الباب الخامس منها باب فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه]

ــ

[٧٠٣ - (١٧) الباب الخامس منها باب فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه]

واسم أبي وقاص مالك وهو سعد بن مالك بن وهيب ويقال أهيب بالهمزة بدل الواو بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في مرة، كنيته أبو إسحاق المدني أسلم قديمًا، وهو ابن سبع عشرة سنة، وقال: مكثت ثلاثة أيام وأنا ثلث الإسلام، وقال: أنا أول من رمى بسهم في سبيل الله، شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى اللأ عليه وسلم وولي الولايات العظيمة من قبل عمر وعثمان رضي الله عنه وهو أحد أصحاب الشورى، وأحد المشهود لهم بالجنة، تُوفي في قصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة وصلى عليه مروان بن الحكم، ومروان إذ ذاك والي المدينة ثم صلى عليه أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ودخل بجنازته في المسجد فصلين عليه في حجرهن وكُفّن في جبة صوف لقي المشركين فيها يوم بدر فوصى أن يُكفن فيها، ودُفن بالبقيع سنة خمس وخمسين، ويقال سنة خمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة، ويقال ابن اثنين وثمانين سنة، ورُوي له من الحديث مئتان وسبعون حديثًا أخرج له منها في الصحيحين ثمانية وثلاثون، قال الأبي: وفي كتاب الاكتفاء وكان وهيب جد سعد عم آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد حمزة لأمه فهو أحد أخواله، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أجب دعوته وسدّد رميته" وفي حديث آخر: "اللهم أجب دعوة سعد إذا دعا" فكان مشهورًا بإجابة الدعوة إذا دعا، مر يومًا بالكوفة على جماعة فيهم رجل يسب عثمان وعليًّا وطلحة والزبير فقال للرجل: كف عن ذكر هؤلاء القوم الصالحين، فقال الرجل: وإن لم أكفف، فقال: أدعو الله عليك، فنفض الرجل يده في وجه سعد وقال: ادع كأنك تشرفني بدعائك، فاعتزله سعد فصلى ركعتين ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل يسب رجالًا سبقت لهم منك الحسنى إلا أحللت به هذه الساعة قارعة حتى يكون شهرة في الناس، قال الشعبي: أخبرني من حضر لم يتم دعاءه حتى خرجت ناقة من نوق بني فلان فجمحت على الجماعة حتى وصلت الرجل فلم تزل تخبطه بيديها ورجليها حتى قضى، فقال الناس: أُجيبت دعوة أبي إسحاق، ومرض في قصره القريب من القادسية، فقال بعض فرسان جيشه يُعرِّض في قعودِه بالقَصْر وترك حضوره الققال:

<<  <  ج: ص:  >  >>