(بكت) أم أيمن (فقالا): أي قال العمران (لها) أي لأم أيمن (ما يبكيك) يا أم أيمن (ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم فقالت) لهما: (ما أبكي) لأجل (أن لا أكون أعلم) أي لأجل عدم علمي (أن ما عند الله) تعالى من الأجر والكرامة (خير لرسوله صلى الله عليه وسلم ولكن أبكي) لأجل (أن الوحي) من الله تعالى إلى الأرض (قد انقطع من السماء) بفتح أن المشددة لأنها معمولة لأبكي بإسقاط حرف الجر تقديره لأن الوحي أو من أجل أن الوحي تعني أن الوحي لما انقطع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل الناس بآرائهم فاختلفت مذاهبهم فوقع التنازع والفتن وعظمت المصائب والمحن ولذلك نجم بعده صلى الله عليه وسلم النفاق وفشا الارتداد والشقاق ولولا أن الله تعالى تدارك الدين بثاني اثنين لما بقي منه أثر ولا عين اهـ من المفهم (فهيجتهما) أي هيجت أم أيمن العمرين (على البكاء) ودعتهما إلى البكاء بسبب بكاءها (فجعلا) أي شرع العمران (يبكيان معها) تذكرًا بذلك الانقطاع.
وفي الحديث استحباب زيارة أحباب الميت وأقاربه أداء لحقه وحقهم، وزيارة جماعة من الرجال المرأة الصالحة وسماع كلامها، واستصحاب العالم والكبير صاحبًا له في الزيارة والعيادة ونحوهما والبكاء حزنا على فراق الصالحين والأصحاب وإن كانوا قد انتقلوا إلى أفضل مما كانوا عليه والله أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث ابن ماجه في الجنائز باب ذكر وفاته ودفنه صلى الله عليه وسلم [١٦٣٦].
[أم سليم]
وأما أم سليم فهي سهلة بنت ملحان بن زيد بن حرام من بني النجار وهي أم أنس بن مالك بن النضر كانت أسلمت مع قومها فغضب مالك لذلك فخرج إلى الشام