فهلك هنالك كافرًا، وقيل: قُتل ثم خطبها بعده أبو طلحة وهو على شركه فأبت حتى يسلم، وقالت: لا أريد منه صداقًا إلا الإسلام فأسلم فتزوجها وحسُن إسلامه فولدت له غلامًا كان قد أعجب به فمات صغيرًا، ويقال إنه أبو عمير صاحب النغير، وكان أبو طلحة غائبًا حين مات فغطته أم سليم فجاء أبو طلحة فسأل عنه فكتمت موته ثم إنها تصنعت له فأصاب منها ثم أعلمته بموته فشق ذلك عليه، ثم إنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فدعا لهما النبي صلى الله عليه وسلم وقال:"بارك الله لكما في غابر ليلتكما" كما ذكره الإمام مسلم فبورك لهما بسبب تلك الدعوة، وولدت له عبد الله بن أبي طلحة وهو والد إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الفقيه وإخوته، كانوا عشرة كلهم حمل عنه العلم وإسحاق هو شيخ مالك، واختُلف في اسم أم سليم فقيل سهلة، وقيل رملة، وقيل مليكة وهي الغميصاء المذكورة في الحديث، ويقال الرميصاء، وقيل إن بالراء هي أم حرام أختها وخالة أنس، والغميصاء مأخوذ من الغمص وهو ما سأل من قذى العين عن البكاء والمرض يقال: بالصاد والسين، والرمص بالراء ما تجمد منه قاله يعقوب وغيره، وكانت أم سليم من عقلاء النساء وفضلائهن شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا وحنينًا، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث خُرّج لها في الصحيحين أربعة أحاديث والله سبحانه وتعالى أعلم اهـ من المفهم.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على فضلها بحديث أنس رضي الله عنه فقال:
٦١٦٤ - (٢٤٣٧)(١٩١)(حدثنا حسن) بن علي (الحلواني) الخلال أبو علي الهذلي المكي، ثقة، من (١١) روى عنه في (٨) أبواب (حدثنا عمرو بن عاصم) بن عبيد الله الكلابي البصري، صدوق، من (٩) روى عنه في (٤) أبواب (حدثنا همام) بن يحيى بن دينار الأزدي العوذي البصري، ثقة، من (٧) روى عنه في (١٢) بابا (عن إسحاق بن عبد الله) ابن أبي طلحة الأنصاري المدني، ثقة، من (٤) روى عنه في (٧) أبواب (عن) عمه (أنس) بن مالك رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) أنس: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل على أحد من النساء إلا على أزواجه إلا) على