واحدة وكل ثوب لين رقيق- صفراء قد اعتجر بها، وكان على الميمنة فنزلت الملائكة على سيماه، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وبايعه على الموت فقُتل يوم الجمل وهو ابن خمس وسبعين سنة، وقيل خمس وستين، وقيل بضع وخمسون قتله ابن جرموز، وكان من أصحاب علي فأُخبر علي بذلك فقال: بشر قاتل ابن صفية بالنار. وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، ورُوي عنه من الحديث مثل ما رُوي عن طلحة وله في الصحيحين مثل ماله فيهما سواء.
وأما أبو عبيدة رضي الله عنه فاسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، وفي فهر يجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وففر هو من قريش، ومنه تقرشت قريش على الصحيح لا من النضر بن كنانة المذكور، وإلى فهر تجتمع بطون قريش كلها ومن لم يكن من ولد فهر فليس بقريش وبطون قريش خمسة وعشرون بطنًا، أسلم قديمًا مع عثمان بن عفان رضي الله عنهما، وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، وشهد بدرًا والمشاهد كلها، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ونزع يومئذٍ بثنيتيه الحلقتين اللتين دخلتا في وجنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقعت ثنيتاه فكان أهتم -وهو من تكسرت ثناياه من أطرافها أو من أصولها- وكان من أحسن الناس هتمًا يزينه هتمه، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وولي فتح الشام وحروبها، ومات في طاعون عمواس بالأردن، وقبر ببيسان وهو ابن ثمان وخمسين سنة رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على فضل طلحة بن عبيد الله بحديثه رضي الله عنه فقال:
٦٠٨٧ - (٢٣٩٣)(١٤٨)(حدثنا محمد بن أبي بكر) بن علي بن عطاء بن مقدم الثقفي (المقدمي) بتشديد الدال المفتوحة البصري، ثقة، من (١٠) روى عنه في (٥)(وحامد بن عمر) بن حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي بكرة الثقفي (البكراوي) نسبة إلى جده الأعلى أبو عبد الرحمن البصري، ثقة، من (١٠) روى عنه في (٦) أبواب (ومحمد بن عبد الأعلى) القيسي الصنعاني ثم البصري، ثقة، من (١٠) روى عنه في (٤)