فيه "ولم يأمرني"[قلت]: لا تعارض بينهما لأنه يمكن الجمع بينها بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمره بحفظ الباب أولًا ليقضي حاجته في خلوة فلما قضى حاجته وجلس على البئر لم يأمره بأن يستمر بوابًا وحينئذٍ اختار أبو موسى أن يكون بوابه من تلقاء نفسه بدون أن يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك والله سبحانه وتعالى أعلم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فقال:
٦٠٦٠ - (٠٠)(٠٠)(حدثنيه أبو بكر) محمد (بن إسحاق) الصاغاني البغدادي، ثقة ثبت، من (١١) روى عنه في (٨) أبواب (حدثنا سعيد) بن كثير (بن عفير) مصغرًا الأنصاري مولاهم المصري، صدوق، من (١٠) روى عنه في (٣) أبواب (حدثنا سليمان بن بلال) التيمي المدني (حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر سمعت سعيد بن المسيب يقول: حدثني أبو موسى الأشعري ها هنا) أي في هذا المكان القريب ظرف متعلق بحدثني وهو من كلام سعيد بن المسيب، قال سعيد بن عفير:(وأشار لي سليمان) بن بلال في تفسير اسم الإشارة (إلى مجلس سعيد) بن المسيب الكائن ذلك المجلس (ناحية) أي جانب (المقصورة) الكائنة في ناحية المسجد النبوي وهي موضع محوط في المسجد النبوي يعتكف فيها الأمراء، قيل: أول من اتخذها معاوية بن أبي سفيان. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة سعيد بن عفير ليحيى بن حسان (قال أبو موسى: خرجت) من بيتي (أريد) ملازمة (رسول الله صلى الله عليه وسلم) في ذلك اليوم (فوجدته) صلى الله عليه وسلم (قد سلك) أي دخل (في الأموال) أي الحيطان أي في بعض حيطان المدينة وهو حائط بئر أريس، قال في النهاية: المال في الأصل ما يملك من الذهب والفضة، ثم أطلق على كل ما يقتنى ويملك من الأعيان كالعقار والمواشي، وأكثر ما يطلق المال عند العرب الإبل لأنها كانت أكثر أموالهم اهـ والمراد