للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ قَال: قَالتْ لِي عَائِشَةُ: أبَوَاكَ، وَاللهِ مِنَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أصَابَهُمُ الْقَرْحُ

ــ

محمد الكوفي، ثقة، من (٨) روى عنه في (١٢) بابا (قالا: حدثنا هشام) بن عروة الأسدي المدني، ثقة، من (٥) (عن أبيه) عروة بن الزبير، ثقة، من (٣) (قال) عروة: (قالت لي) خالتي (عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من خماسياته (أبواك) تعني أبا بكر والزبير ففيه تغليب الأب على الجد لأن أم عروة أسماء بنت أبي بكر فهو جد له لأمه أي أبوك وجدك أقسمت لك (والله) أي بالله لكائنان (من الذين استجابوا) أي من النفر الذين أجابوا (لله والرسول) صلى الله عليه وسلم حين دعاهم إلى الخروج إلى حمراء الأسد وهي من المدينة على ثمانية أميال على يسار الطريق لمن أراد ذا الحليفة وهم سبعون رجلًا أي أجابوا إلى الخروج إليها (من بعدما أصابهم القرح) أي الجراح في غزوة أحد أي كانا من الذين أنزل الله فيهم هذه الآية منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وسعد وطلحة وابن عوف وابن مسعود وحذيفة بن اليمان وأبو عبيدة بن الجراح وجابر بن عبد الله، رُوي أن أبا سفيان وأصحابه لما انصرفوا من أحد فبلغوا الروحاء ندموا على رجوعهم إلى مكة، وقالوا: إنا قتلنا أكثرهم ولم يبق منهم إلا القليل فلم تركناهم بل اللازم لنا أن نرجع ونستأصلهم فهموا بالرجوع إلى المدينة فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يرهب الكفار ويريهم من نفسه ومن أصحابه قوة فندب أصحابه إلى الخروج في طلب أبي سفيان وقال: "لا أريد أن يخرج معي الآن إلا من كان معي في القتال بالأمس" فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قوم من أصحابه قيل: كانوا سبعين رجلًا حتى بلغوا حمراء الأسد وكان بأصحابه القرح فتحاملوا على أنفسهم حتى لا يفوتهم الأجر فألقى الله الرعب في قلوب المشركين فذهبوا فنزلت هذه الآية إلى آخر القصة.

قوله: (استجابوا) بمعنى أجابوا فالسين والتاء زائدتان لا للطلب كما قال الشاعر:

وداع دعا يا من يجيب إلى الندا. . . . .. فلم يستجبه عند ذاك مجيب

أي لم يجبه وقيل: إن استجاب أخص من أجاب لأنه أعم من أن يكون الجواب بالموافق أو بغيره واستجاب ليس إلا بالموافق، وأشارت عائشة بذلك إلى ما جرى في غزوة حمراء الأسد إثر وقعة أحد اهـ من الأبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>