معاوية عشر سنين، ودُفن بالبقيع إلى جنب قبر أمه، وصلى عليه سعيد بن العاص وكان أمير المدينة، قدمه الحسين وقال: لولا أنها السنة ما قدمتك، وكان أوصى أن يُدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أذنت عائشة، فأذنت عائشة فمنع ذلك مروان وبنو أمية، وكان الحسن أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بين الصدر والرأس، والحسين أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أسفل من ذلك.
وأما الحسين فكان فاضلًا كثير الصوم والصلاة والحج، حج خمسًا وعشرين حجة ماشيًا، وقال صلى الله عليه وسلم فيه وفي الحسن:"سيدا شباب أهل الجنة" وقال أيضًا: "هما ريحانتاي من الدنيا" وفي أبي داود أنهما دخلا عليه وهو يخطب، فقطع الخطبة ونزل، فأخذهما وصعد بهما المنبر، وقال:"رأيت هذين فلم أصبر عنهما" وقُتل الحسين رضي الله عنه وأرضاه مشة إحدى وستين بموضع من العراق يقال له كربلاء، قرب الكوفة، وكانت قصتهما طويلة فأعرضنا خوفًا من الإطالة لأن كتابنا من المختصرات الضرورية فليس محلها اهـ من المرشد.
قوله:(أنه قال لحسن): وفي رواية قال للحسن أي قال في شأن الحسن، واللام بمعنى في (اللهم إني أحبه) بضم الهمزة وكسر الحاء المهملة من أحب الرباعي أي يا إلهي إني أحب الحسن سبطي (فأحبه) أنت معي، دعاء من أحب الرباعي (وأحب) أيضًا (من يحبه) أي من يحب الحسن، وعبارة السندي على ابن ماجه قوله:(للحسن) أي فيه أو لأجل الدعاء له (أحبه) أي طبعا فتقضي الأوامر الإلهية بوصل ذوي القربى له صلى الله عليه وسلم عمومًا وخصوصًا لقوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيهِ أَجْرًا إلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}(فأحبه) أي فأطلب منك لذلك أن تحبه اهـ منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٢/ ٢٤٩]، والبخاري في البيوع باب ما ذكر في الأسواق [٢١٢٢] وفي اللباس باب السخاب للصبيان [٥٨٨٤]، وابن ماجه في المقدمة باب فضائل الحسن والحسين [١٤٢].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٦١٠٢ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا) محمد بن يحيى (بن أبي عمر) العدني المكي (حدثنا