عليه عند أهل التصحيح، وقد رواه سعيد بن سليم المدني عن هشام بن عروة عن أخيه عبد الله بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كنت لك كأبي زرع لأم زرع" ثم أنشأ يحدّث بحديث أم زرع وصواحبها قال: "اجتمع إحدى عشرة امرأة .. وذكر الحديث فتوهم بعض الناس أن هذا الحديث كله مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنسبه إليه وجعله من قوله صلى الله عليه وسلم وهو وهم محض فإن القائل لفظة "ثم أنشأ يُحدّث " هو هشام يخبر بذلك عن أخيه عن أبيه أنه أنشأ بعد ذلك القول المتقدم يحدّث بحديث أم زرع اهـ من المفهم.
وبمثل رواية مسلم أخرجه البخاري ولكن أخرجه النسائي من طريق عباد بن منصور بما يدل قطعًا على أن القصة كلها مرفوعة ولفظه (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كنت لك كأبي زرع لأم زرع" قالت عائشة: بأبي وأمي يا رسول الله ومن كان أبو زرع؟ قال: "اجتمع نساء .. فساق الحديث كله، وقد رواه عدة من المحدثين مثله مرفوعًا، قال الحافظ في الفتح [٩/ ٣٥٧] ويقوي رفع جميعه أن التشبيه المتفق على رفعه يقتضي أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم سمع القصة وعرفها فأقرها فيكون كله مرفوعًا من هذه الحيثية [قلت]: قد ذكر الحافظ نفسه أن الروايات التي صرحت بكون القصة كلها مرفوعة صحيحة من جهة الإسناد، وقد تقرر في موضعه أن الرفع زيادة وهي من الثقة مقبولة فلا مانع من أن تكون القصة كلها مرفوعة والله أعلم، ثم قد وقع عند النسائي سبب لهذا الحديث (قالت عائشة: فخرت بمال أبي في الجاهلية وكان ألف ألف أوقية)، وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم؛ "اسكتي يا عائشة فإني كنت لك كأبي زرع لأم زرع".
(قالت الأولى): من تلك النسوة (زوجي) مبتدأ (لحم) بالرفع خبر المبتدأ (جمل) بالجر مضاف إليه (غث) بالجر صفة لجمل وهي الرواية المشهورة والكلام على التشبيه البليغ، والغث بفتح الغين المعجمة وتشديد المثلثة الشديد الهزال يستغث من هزاله أي يستترك ويستكره مأخوذ من غث الجرح غثًا وغثيثًا إذا سأل منه المدة بكسر الميم وتشديد الدال المهملة أي القيح، واستغث صاحبه أي زوجي كلحم جمل شديد الهزال لا يؤكل لحمه ولا ينتفع به وإن لحم الجمل من أخبث اللحوم خصوصًا إذا كان هزيلًا، ويجوز فيه الرفع على أنه صفة للحم فهو تشبيه بليغ في كون زوجها قليل الخير غير منتفع به كلحم