(الثانية فقال) لي: (يا فاطمة أما ترضين) أي ألا ترضين وتحبين (أن تكوني سيدة نساء المومنين أو) قال: (سيدة نساء هذه الأمة) والشك من الراوي (قالت) فاطمة: (فضحكت ضحكي التي رأيت) مني يا عائشة.
وقد وقع الاختلاف بين عروة بن الزبير وبين مسروق في بيان سبب الضحك عند المسارة الثانية فذكر عروة في الرواية السابقة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر فاطمة في المسارة الثانية بأنها أول من يلحق به من أهله، وذكر مسروق أنه أخبرها في المسارة الثانية أنها سيدة نساء أهل الجنة، ووقع في رواية مسروق الآتية أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر كونها أول أهله لحوقًا به عند المسارة الأولى فذكر في المسارة الأولى أمرين إخبارة بقرب أجله وإخباره بأن فاطمة سوف تلحق به قبل أن يلحق آخر من أهل بيته.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني الاختلاف في الروايتين ثم رجح رواية مسروق وعلل ذلك بأن حديث مسروق يشتمل على زيادات ليست في حديث عروة وهو من الثقات الضابطين، ثم ذكر احتمالًا آخر وهو أنه لا يمتنع أن يكون إخباره بانها أول أهله لحوقًا به سببًا لبكائها أو ضحكها باعتبارين فذكر كل من الراويين ما لم يذكره الآخر والله أعلم. وأما كونها سيدة نساء المؤمنين مع ما ورد من فضل خديجة وعائشة رضي الله تعالى عنهما فالراجح أنه لا مانع من تعدد السيادة باعتبارات مختلفة، وقد أخرج النسائي بإسناد صحيح حديث ابن عباس مرفوعًا "أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة ومريم وآسية" وقد أورد ابن عبد البر من وجه عن ابن عباس رفعه لأسيدة نساء العالمين مريم ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية" قال: وهذا حديث حسن يرفع الإشكال.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:
٦١٥٩ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير) وفي بعض النسخ: (وحدثنا عبد الله بن نمير) بزيادة العاطف، وهو تحريف من النساخ (عن زكرياء) بن أبي زائدة خالد بن ميمون، ثقة، من (٦) روى عنه في (١٣) بابا (ح وحدثنا)