ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أنس الأول بحديث آخر له رضي الله عنه فقال:
٦١٨٧ - (٢٤٤٩)(٢٠٢)(حدثنا هدّاب بن خالد) بن الأسود بن هدبة القيسي البصري، ثقة، من (٩) روى عنه في (٧) أبواب (حدثنا همام) بن يحيى بن دينار (حدثنا قتادة عن أنس بن مالك) رضي الله عنه. وهذا السند من رباعياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي) بن كعب: (إن الله عزَّ وجلَّ أمرني أن أقرأ عليك) سورة البينة (قال) أبي للنبي صلى الله عليه وسلم: (آلله) أي هل الله سبحانه (سماني) أي ذكر اسمي (لك) يا رسول الله، والهمزة للاستفهام التقريري المضمن للتعجب (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي: نعم (الله سماك) أي ذكر اسمك (لي، قال) أنس (فجعل) أي شرع (أُبي يبكي) فرحًا بذكر الله تعالى اسمه، قال النووي: أما بكاؤه فبكاء سرور واستصغار لنفسه عن تأهيله لهذه النعمة وإعطائه هذه المنزلة، والنعمة فيها من وجهين: أحدهما: كونه منصوصًا عليه بعينه، والثاني: قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فإنها منقبة عظيمة له لم يشاركه فيها أحد من الناس اهـ.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٣/ ١٣٠]، والبخاري في مناقب أُبي بن كعب [٣٨٠٩] وفي تفسير سورة {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا}[٤٩٥٩ و ٤٩٦٠] و ٤٩٦١]، والترمذي في هذه القصة عن أُبي بن كعب في مناقبه من الجامع [٣٨٩٤]، والنسائي في الكبرى [١٦٩١]، والمؤلف أخرج هذا الحديث هنا وفي كتاب صلاة المسافرين باب استحباب قراءة القرآن على أهل الفضل من ثلاثة طرق رواتها كلهم بصريون.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
٦١٨٨ - (٠٠)(٠٠) (حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا