(٨) روى عنه في (١٦) بابا (حدثنا ثابت) بن أسلم البناني البصري، ثقة، من (٤) روى عنه في (١٤) بابا (عن أنس) بن مالك رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفًا) من السيوف ورفعه (يوم أحد، فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يأخذ مني هذا) السيف (فبسطوا) أي بسط ومد الناس الحاضرون عنده (أيديهم) والحال أن (كل إنسان منهم يقول أنا) آخذه (أنا) آخذه فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة ثانية (فمن يأخذه) أي فمن يأخذ هذا السيف مني مع القيام (بحقه، قال) أنس: (فأحجم) أي توقف (القوم) الحاضرون عنده وسكتوا على أن يقولون أنا أنا كالمرة الأولى خوفًا من القيام بحقه، وحقه أن يُقاتل به حتى يفتح الله تعالى على المسلمين أو يموت أي فلما سمعوا هذا الكلام الذي قاله في المرة الثانية أحجموا أي سكتوا وتأخروا يقال: أحجم بتقديم الحاء على الجيم وأجحم بتأخيرها عنها كلاهما بمعنى واحد أي تأخروا وكفوا عن الجواب لما فهموا أن حقه القتال به حتى يفتح أو يموت، قال أنس:(فقال سماك بن خرشة أبو دجانة أنا آخده بحقه) يا رسول الله (قال) أنس (فأخذه) أي أخذ السيف أبو دجانة (فـ) قام بشرطه ووفى بحقه و (فلق به) أي شق بذلك السيف (هام المشركين) مخففًا يعني رؤوسهم أي قطعها وأزالها عن أعناقهم.
قال الشاعر:
نضرب بالسيوف رؤوس قوم ... أزلنا هامهن عن المقيل
والمقيل أصول الأعناق.
وهذا الحديث انفرد به الإمام مسلم عن أصحاب الأمهات رحمه الله تعالى.