فمسخا حجرين فلم يزالا في المسجد حتى جاء الإسلام فأخرجا منه اهـ مفهم قال النووي قوله "وامرأتين" هكذا هو في معظم النسخ بالنصب بالياء وفي بعضها "وامرأتان" بالرفع بالألف والأول منصوب بفعل محذوف أي ورأيت امرأتين معطوف على مدخول إذا الفجائية وعلى الثاني فامرأتان مبتدأ خبره جملة تدعوان والجملة الاسمية معطوفة على مدخول إذا الفجائية أيضًا.
(قال) أبو ذر (فأتتا) أي أتت المرأتان (عليَّ) أي مرتا عليَّ (في طوافهما فقلت) لهما تعييرًا عليهما دعوة الصنمين وعبادتهما (أنكحا) أي زوجا (أحدهما) أي أحد الصنمين وهو إسافٌ لأنه اسم رجل (الأخرى) وهي نائلة لأنه اسم امرأة وفي رواية القرطبي أنكحا أحدهما الآخر بالتذكير لأن الصنم مذكر فهي أوضح (قال) أبو ذر (فما تناهتا) المرأتان وانزجرتا وامتنعتا بسبب تعيبري عليهما (عن قولهما) ودعوتهما الصنمين (قال) أبو ذر (فأتتا) أي أتت المرأتان ومرَّتا (عليَّ) في طوافهما مرة ثانية وهما تدعوان إسافًا ونائلة (فقلت) لهما تقبيحًا واستهجانًا عليهما للصنمين هما (هن) وهنة أدخل أحدهما في الآخر أي ذكر (مثل الخشبة) لا شهوة فيه أدخل في هنة أي في فرج حالة كوني أكني عن آلتهما بهن وهنة مريدًا سب المرأتين (غير أني) أي لكن أني (لا أكني) ولا أوري في سب صنميهما بل أسبهما صريحًا لا تعريضًا وكناية.
قال القرطبي قوله هن مثل الخشبة يعني به الذكر وكذا عنى بالهنة الفرج قال النووي الهن والهنة بتخفيف نونهما هما كناية عن كل شيء يستقبح التصريح باسمه وأكثر ما يستعملان كناية عن الذكر والفرج فقال لهما هن مثل الخشبة في الفرج وأراد بذلك سب إساف ونائلة وإغاظة الكفار بذلك قال أبو ذر (فـ) ـلما سمعتا كلامي هذا تركتا الطواف و (انطلقتا) أي ذهبتا إلى بيتهما حالة كونهما (تولولان) أي تدعوان عليَّ بالويل والهلاك وترفعان أصواتهما بذلك من الولولة وهو الدعاء بالويل (وتقولان) لي معطوف على ما قبله (لو كان ها هنا) أي في هذا المطاف (أحد من أنفارنا) جمع نفر أي لو كان واحد من قومنا والنفر ما بين الثلاثة إلى العشرة وجواب لو محذوف أي لنصرنا عليك ونحوه اهـ