للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَال: "وَعَلَيكَ وَرَحْمَةُ اللهِ". ثُمَّ قَال: "مَنْ أَنْتَ؟ " قَال: قُلْتُ: مِنْ غِفَارٍ. قَال: فَأَهْوَى بِيَدِهِ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: كَرِهَ أَنِ انْتَمَيتُ إِلَى غِفَارٍ. فَذَهَبْتُ آخُذُ بِيَدِهِ. فَقَدَعَنِي صَاحِبُهُ. وَكَانَ أَعْلَمَ بِهِ مِنِّي. ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ. ثُمَّ قَال: "مَتَى كُنْتَ ههُنَا؟ " قَال: قُلْتُ: قَدْ كُنْتُ ههُنَا مُنْذُ ثَلاثِينَ، بَينَ لَيلَةٍ وَيَوْمٍ. قَال:

ــ

يا رسول الله فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرد عليَّ (وعليك) السلام يا أبا ذر (ورحمة الله) بزيادة الرحمة (ثم) بعدما رد عليّ السلام (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أنت) أيها المسلِّم عليَّ (قال) أبو ذر (قلت) له أنا (من غفار) من بني كنانة وكانت قبيلة معروفة بقطع الطريق (قال) أبو ذر (فأهوى) أي مدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيده) الشريفة وبسطها إلى رأسه الشريف (فوضع أصابعه) الشريفة (على جبهته) الشريفة تعجبًا من مجيئه من بعيد قال أبو ذر (فقلت في نفسي) لعله صلَّى الله عليه وسلم (كره أن انتميت) بنفسي وانتسبت (إلى) قبيلة (غفار) لأنهم قوم معروفون بقطع الطريق وقد وقع ذلك صريحًا فيما أخرجه ابن سعد في طبقاته (٤/ ٢٢٣) من طريق الواقدي من غير هذا السياق وفيه "قال فعجب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يقطعون الطريق فجعل النبي صلَّى الله عليه وسلم يرفع بصره فيه ويصوبه تعجبًا من ذلك لما كان يعلم منهم ثم قال إن الله يهدي من يشاء" وقد روى الواقدي أيضًا أن أبا ذر نفسه كان يقطع الطريق فروى عن خفاف بن إيماء بن رحفة قال "كان أبو ذر رجلًا يصيب الطريق وكان شجاعًا ينفرد وحده بقطع الطريق ويغير على الصرم في عماية الصبح على ظهر فرسه أو على قدميه كأنه السبع فيطرق في الحي ويأخذ ما أخذ ثم إن الله قذف في قلبه الإسلام وسمع بالنبي صلَّى الله عليه وسلم" قال أبو ذر (فذهبت) أي قصدت أن (آخذ) وأصافح (بيده) الشريفة (فقدعني) أي منعني من مصافحة رسول الله صلى الله عليه وسلم (صاحبه) أبو بكر الصديق يقال قدعه وأقدعه إذا كفّه ومنعه من الشيء (وكان) صاحبه (أعلم به) صلى الله عليه وسلم وأقرب إليه (مني ثم رفع) رسول الله صلى الله عليه وسلم (رأسه) الشريف ناظرًا إليَّ (ثم قال) لي (متى كنت) موجودًا (ها هنا) أي في مكة (قال) أبو ذر (قلت) له صلَّى الله عليه وسلم (قد كنت) موجودًا (ها هنا) أي في مكة (منذ ثلاثين) أي في ثلاثين موزعة (بين ليلة ويوم) أي محسوبة منهما يعني خمسة عشر يومًا (قال) لي

<<  <  ج: ص:  >  >>