للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكنت أسبّح فقام قبل أن أقضي سبحتي ولو أدركته لرددت عليه إنَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لم يكن يسرد الحديث كسردكم

ــ

كونه قد جاء المسجد فجلس فيه عند جانب حجرتي حالة كونه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم حالة كونه يسمعني ذلك الحديث (و) الحال أني قد (كنت أسبّح) أي أصلي السبحة وهي النافلة قيل المراد منها هنا صلاة الضحى سميت سبحة لاشتمالها على التسبيح أو المعنى أذكر الله تعالى والأول أوجه كما في فتح الباري وفي رواية "ألا نعجبك" بضم النون وفتح العين وكسر الجيم المشددة من التعجيب قال القاضي عياض كذا ضبطناه والمعنى ألا نسمعك العجب من شأن أبي هريرة وقوله: "أبو هريرة" على هذه الرواية مبتدأ وجملة "جاء فجلس" خبره قال القاضي وهذه الرواية أصحّ من الأولى لأنها أوفق للقياس وفي رواية للبخاري "ألا أعجبك" ووقع في رواية للبخاري "ألا يعجبك أبو فلان" من غير تصريح باسم أبي هريرة قالت عائشة (فقام) أبو هريرة من مجلسه بعدما حدّث للناس (قبل أن أقضي) وأكمل (سبحتي) أي نافلتي وأفرغ عنها (ولو أدركته) أي أدركت أبا هريرة قبل أن يقوم بالفراغ من صلاتي (لرددت) أي لأنكرت (عليه) سرده الحديث وإسراعه في روايته وإكثاره الحديث على الناس في مجلس واحد فـ (إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث) أي يكثر الحديث على الناس ويتابعه وشرع فيه (كسردكم) هذا أي لا يفعل في الحديث كفعلكم هذا من الإكثار على الناس والإسراع فيه والمتابعة بين الأحاديث في مجلس واحد والمعنى لا يتابع الحديث استعجالًا بعضه إثر بعض لئلا يلتبس على المستمع قال في المصباح يقال سردت الحديث سردًا من باب قتل أتيت به على الولاء وقيل لأعرابي أتعرف الأشهر الحرم فقال ثلاثة سرد وواحد فرد اهـ منه.

وقولها "ألا يعجبك أبو هريرة" إلخ قالته إنكارًا عليه الإكثار من الحديث في المجلس ولذا قالت إنما كان يحدث حديثًا لو عدّه العاد أحصاه أي يحدث حديثًا قليلًا قوله: "ولو أدركته لرددت عليه" أي لأنكرت عليه وبينت له أن الترتيل في التحديث أولى من السرد فيه قال الأبي وهذا اعتذار على عدم المبادرة في التغيير لأن تغيير ما ينكر على الفور ولكن منعها أنها كانت في صلاة اهـ منه قولها "لم يكن يسرد الحديث كسردكم" قال الأبي وقد يقال إنه لا يستقيم حجة على أبي هريرة لأن تحديثه صلى الله عليه وسلم بحسب النوازل والوقائع وتحديث أبي هريرة كان للرواة والطلبة للعلم وهو مناسب للإكثار والمرجع في ذلك لصورة السرد التي أنكرت اهـ منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>