للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَدَارُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، وَدَارُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَدَارُ بَنِي سَاعِدَةَ". وَاللهِ، لَوْ كُنْتُ مُؤْثِرًا بِهَا أَحَدا لآثَرْتُ بِهَا عَشِيرَتِي.

٢٧٠ - (٠٠) (٠٠) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ. أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ. قَال: شَهِدَ أَبُو سَلَمَةَ لَسَمِعَ أَبَا أُسَيدٍ الأَنْصَارِيَّ يَشْهَدُ؛ أَن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال:

ــ

القرطبي وأصل الدّار المنزل الذي يقام فيه ويجمع في القلّة على أدور بضم الواو وقد أبدلوا من الضمة همزةً استثقالًا للضمة على الواو ويجمع في الكثرة على ديار ودور والدار مؤنثة ثم قد يعبر بالدار عن ساكنها كما جاء في هذا الحديث فإنه أراد بالديار القبائل وخير يعني أخير أي أكثر خيرًا وتفضيلُ بعض هذه القبائل على بعض إنما هو بحسب سبقهم إلى الإسلام وأفعالهم الحسنة فيه وتفضيلهم خبر من الشارع عمّا لهم عند الله تعالى من المنازل والمراتب فلا يقدم من أخر ولا يؤخر من قدم وقد اختلفت الروايات في بني النجار وبني عبد الأشهل ففي رواية أبي أسيد تقديم بني النجار على بني عبد الأشهل ومن بعدهم وفي رواية أبي هريرة تقديم بني عبد الأشهل علي بني النجار ومن بعدهم وهذا تعارض مشكل غير أن الأولى رواية أبي أسيد لقرابة بني النجار من رسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيرهم فإنهم أخواله كما قدمنا ولاختصاص نزوله صلَّى الله عليه وسلم بهم وكونه عندهم وهذه مزية لا يلحقهم أحدٌ فيها اهـ من المفهم (ودار بني عبد الأشهل ودار بني الحارث بن الخزرج ودار بني ساعدة) قال أبو أسيد (والله لو كنت مؤثرًا بها) أي بهذه المزية والمرتبة أي مختارًا بها (أحدًا) من الناس أي لو كان الأمر بيدي (لآثرت) أي لاخترت (بها) أي بهذه الخيرية (عشيرتي) أي أقاربي بني ساعدة ولكن الأمر ليس بيدي فلذلك ذكرتهم كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم ذكر المؤلف المتابعة رابعًا في هذا الحديث فقال:

٦٢٧٠ - (٠٠) (٠٠) (حدثنا يحيى بن يحيى التميمي) النيسابوري (أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن) بن عبد الله بن حزام القرشي الحزامي المدني ثقة من (٧) روى عنه في (٦) (عن أبي الزناد) عبد الله بن ذكوان المدني (قال) أبو الزناد (شهد أبو سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف أي أقسم إنَّه (لسمع أبا أسيد الأنصاري يشهد) أي يخبر (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) وهذا السند من خماسياته غرضه بيان متابعة أبي سلمة لأنس

<<  <  ج: ص:  >  >>