للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيئًا. إلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَينَهُ وَبَينَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ. فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَينِ حَتَّى يَصْطَلِحَا. أَنْظِرُوا هَذَينِ حَتَّى يَصْطَلِحَا. أَنْظِرُوا هَذَينِ حَتَّى يَصْطَلِحَا"

ــ

بأن الفتح كناية عن المغفرة ورفع الدرجات ويكون فتحها تأهبًا وانتظارًا من الخزنة لروح من يموت في ذينك اليومين ممن غفرت ذنوبه أو يكون فتحها علامة للملائكة على أن الله تعالى غفر في ذينك اليومين للموحِّدين والله تعالى أعلم وهذا الحديث حجة لأهل السنة على قولهم إن الجنة والنار قد خلقتا ووجدتا خلافًا للمبتدعة القائلين بأنهما لم تخلقا بعد وستخلقان (فيغفر لكل عبد) موحد (لا يشرك بالله شيئًا) من المخلوق (إلا رجلًا كانت بينه وبين أخيه) المسلم (شحناء) وبغضاء وعداوة (فيقال) من جهة الله (أنظروا) أي أخروا (هذين) المتباغضين مغفرة ذنوبهما (حتى يصطلحا) ويعفوا عن تباغضهما ويتحابا (أنظروا هذين حتى يصطلحا) ويتحابا (أنظروا هذين حتى يصطلحا) ويتحابا كرره للتأكيد قال القرطبي وقد خصّ الله تعالى هذين اليومين بفتح أبواب الجنة فيهما وبمغفرة الله تعالى لعباده وبأنهما تعرض فيهما الأعمال على الله تعالى كما جاء في الحديث الآخر كما سيأتي وهذه الذنوب التي تغفر في هذين اليومين هي الصغائر والله تعالى أعلم كما تقدم ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" رواه أحمد ومسلم [٢٣٣] والترمذي [٤/ ٢] ومع ذلك فرحمة الله وسعت كل شيء وفضله يعم كل حي وميت والمقصود من هذا الحديث التحذير من الإصرار على بغض المسلم ومقاطعته وتحريم استدامة هجرته ومشاحته والأمر بمواصلته ومكارمته اهـ من المفهم.

قوله: "إلَّا رجلًا كانت بينه وبين أخيه شحناء" أي كان بينهما مباغضة فيستثنى من المغفرة وظاهر هذا الحديث أن هذا الرجل لا يغفر له الصغائر أيضًا وليس المراد أنه يغفر له الصغائر. ويترك إثم الشحناء غير مغفور لأن الشحناء من الذنوب العظام والظاهر أنه كبيرة فلو كان المراد أنه لا يغفر له هذه الكبيرة لم يكن لتخصيصه وجه فإن الكبائر كلها مما لا يغفر إلا بالتوبة ولا يظهر وجه لتخصيص الشحناء بالذكر إلا أن يكون المراد أنها مانعة من مغفرة الصغائر أيضًا أو يقال إنما خص بالذكر من بين الكبائر لبيان زيادة شناعتها وأهمية الحذر منها والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>