للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَلَكًا. فَلَمَّا أَتَى عَلَيهِ قَال: أَينَ تُرِيدُ؟ قَال: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ. قَال: هَلْ لَكَ عَلَيهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَال: لَا. غَيرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَال: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيكَ، بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ".

قَال الشَّيخُ أَبُو أَحْمَدَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ

ــ

الله تعالى ملكًا على طريقه يرصده أي يرتقبه وينتظره ليبشره والمرصد موضع الرّصد والمدرجة بفتح الميم موضع الدّرج وهو المشي اهـ من المفهم (فلما أتى) ومرّ الرجل (عليه) أي على الملك (قال) الملك للرجل (أين تريد) أيها الرجل (قال) الرجل (أريد أخًا لي في هذه القرية) التي أمامي أي أُريد زيارته (قال) الملك (هل لك) أيها الرجل (عليه) أي على ذلك الأخ (من نعمة تربها) أي تقوم بإصلاحها فتتعاهده بسببها وتنهض إليه لأجلها (قال) الرجل للملك (لا) أي ليس لي عليه نعمة (غير أني أحببته في الله عزَّ وجلَّ قال) الملك (فإني رسول الله) أرسلت (إليك) لأبشرك (بأن الله قد أحبّك كما أحببته) أي كما أحببت أخاك (فيه) أي في الله لأجل أخوّة الله قوله "ترُبُّها" بضم الراء والموحدة المشددة أي تقوم بإصلاحها وإتمامها وتعاهدها أي هل هو مملوكك أو ولدك أو غيرهما ممن هو في نفقتك وشفقتك لتحسن إليه من رب فلان الضيعة أي أصلحها وأتمها وفي بعض النسخ "هل له عليك من نعمة ترُبُّها" أي تقوم بشكرها اهـ مرقاة "فقال لا" أي لم أزره لغرض من أغراض الدنيا ثم أخبر بأنه إنما زاره من أجل أنه أحبه في الله تعالى فبشره الملك بأن الله تعالى قد أحبّه بسبب ذلك وقد تقدم لك بيان معنى محبة الله لعبده بأنه صفة ثابتة لله تعالى نثبتها ونعتقدها لا نكيفها ولا نمثلها أثرها إكرامه وإحسانه إليه ومعنى محبة العبد لله تعالى امتثال مأموراته واجتناب نواهيه وفي هذا الحديث ما يدل على أن الحب في الله والتزاور فيه من أفضل الأعمال وأعظم القرب إذا تجرّد ذلك عن أغراض الدنيا وأهواء النفوس وقد قال صلى الله عليه وسلم "من أحبَّ لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان" رواه أحمد [٣/ ٤٣٨ و ٤٤٠] وأبو داود [٤٦٨١].

وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم عن أصحاب الأمهات لكنه شاركه أحمد [٢/ ٢٩٢].

قال بعض من روى عن الجلودي أو قال هو نفسه على سبيل التجريد البديعي (قال الشيخ أبو أحمد) محمد بن عيسى الجلودي النيسابوري (أخبرني أبو بكر محمد) بن عبد

<<  <  ج: ص:  >  >>