وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في مواضع منها في المظالم باب نصر المظلوم [٢٤٤٦] وفي الأدب باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضًا [٦٠٢٦] وأبو داود [١٦٨٤] والترمذي في البر والصلة باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم [١٩٢٩] والنسائي في [٥/ ٧٩ - ٨٠].
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي موسى بحديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما فقال:
٦٤٢٨ - (٢٥٦٨)(١٢٦)(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي) عبد الله (حدثنا زكرياء) بن أبي زائدة خالد بن ميمون الهمداني أبو يحيى الكوفي ثقة من (٦) روى عنه في (١٢) بابا (عن) عامر بن شراحيل الحميري (الشعبي) أبي عمرو الكوفي ثقة من (٣) روى عنه في (١٩) بابا (عن النعمان بن بشير) رضي الله عنهما الأنصاري الخزرجي المدني وهذا السند من خماسياته (قال) النعمان (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين) وصفتهم (في توادّهم) أي في توادّ بعضهم بعضًا وتحاببهم والتوادّ مصدر توادد من باب تفاعل الخماسي يتوادد تواددًا وتوادًّا إذا أدغمت والمقصود من هذا التمثيل الحض على ما يتعين من محبة المؤمن بأخوة الإيمان ونصيحته والتهمم بامره اهـ من المفهم (و) في (تراحمهم) أي تراحم بعضهم بعضًا بالإحسان (و) في (تعاطفهم) أي وفي تعاطف بعضهم على بعض بالنصر لله على أعدائه وكل من الثلاثة من باب التفاعل الذي يستدعي اشتراك الجماعة في أصل الفعل قيل هذه الألفاظ الثلاثة متقاربة في المعنى لكن بينها فرق لطيف أما التراحم فالمراد به أن يرحم بعضهم بعضًا بأخوة الإيمان لا بسبب شيء آخر وأما التوادد فالمراد به التواصل الجالب بمحبة كالتزاور والتهادي وأما التعاطف فالمراد به إعانة بعضهم بعضًا كما يُعطف طرف الثوب عليه ليقويه (مثل الجسد) أي صفة الجسد الواحد (إذا اشثكى) وتألم (منه) أي من ذلك الجسد (عضوٌ) من أعضائه (تداعى) أي تنادى (له) أي لأجل ألم ذلك العضو (سائر الجسد) أي باقي