للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَعَثَ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ بِأَنْجَادٍ مِنْ عِنْدِهِ. فَلَمَّا أَنْ كَانَ ذَاتَ لَيلَةٍ، قَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنَ اللَّيلِ، فَدَعَا خَادِمَهُ، فَكَأَنَّهُ أَبْطَأَ عَلَيهِ، فَلَعَنَهُ. فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالتْ لَهُ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُكَ، اللَّيلَةَ، لَعَنْتَ خَادِمَكَ حِينَ دَعَوْتَهُ. فَقَالتْ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: قَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ"

ــ

الدمشقي كان طالب علم قبل الخلافة ثم اشتغل بها فتغيَّر حاله ملك ثلاث عشرة سنة استقلالًا وقبلها منازعًا لابن الزبير تسع سنين ومات سنة ست وثمانين في شوال وقد جاوز الستين يروي عنه البخاري اهـ من التقريب (بعث إلى أمّ الدَّرْدَاء) الصغرى زوج أبي الدرداء اسمها هُجيمة وقيل جُهيمة بنت يحيى الأوصابية الدمشقية روت عن زوجها أبي الدرداء وسلمان الفارسي وأبي هريرة وغيرهم ويروي عنها (ع) وزيد بن أسلم ومكحول وخلق وكانت فقيهة لبيبة عالمة زاهدة وأمّ الدرداء هذه هي الصغرى ثقة من (٣) روى عنها في (٣) أبواب ماتت سنة إحدى وثمانين (٨١) وأمّا أمُّ الدرداء الكبرى فاسمها خيرة ولا رواية لها في هذه الكتب الستَّة أي بعث عبد الملك وهو بالشَّام إلى أم الدرداء الصغرى (بأنجاد) أي بمواعين البيت وأثاثه (من عنده) هديةً لها ويحتمل كونها ضيفًا عنده والأنجاد جمع نجد بفتحتين وهو متاع البيت الذي يزينه من فرش ونمارق وستور وقال الجوهري هو بإسكان الجيم قال وجمعه نجود كفلس وفلوس حكاه عن أبي عبيد فهما لغتان اهـ نووي (فلمَّا أن كان) عبد الملك (ذات ليلة) أي في ليلة من اللَّيال (قام عبد الملك) من النوم واستيقظ (من) جوف (الليل) لصلاة مثلًا (فدعا خادمه) لحاجته إليه ولم أر من ذكر اسم هذا الخادم (فكأنه) أي فكان الخادم (أبطأ) وتأخر في الاستقبال (عليه) أي على عبد الملك (فلعنه) أي فلعن عبد الملك الخادم لتأخره عنه (فلما أصبح) عبد الملك (قالت له) أي لعبد الملك (أمُّ الدرداء سمعتك) يا عبد الملك هذه (الليلة) أي في البارحة (لعنت خادمك حين دعوته) وناديته فتأخر عنك (فـ) ـلا ترجع إلى لعنه ثم (قالت) استدلالًا على نهيها له (سمعت) زوجي (أبا الدرداء) عويمر بن زيد الأنصاريّ الدمشقي رضي الله عنه (يقول) وهذا السند من خماسيّاته (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون اللَّعانون شفعاء) للناس يوم القيامة حين يشفع المؤمنون في إخوانهم الذين استوجبوا النار (ولا) يكونون (شهداء) للرسل على أممهم (يوم القيامة) قال النووي فيه

<<  <  ج: ص:  >  >>