للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَقَدْ كَبِرْتِ، لَا كَبِرَ سِنُّكِ" فَرَجَعَتِ الْيَتِيمَةُ إِلَى أُمِّ سُلَيمٍ تَبْكِي. فَقَالتْ أُمُّ سُلَيمٍ: مَا لَكِ يَا بُنيَّةُ؟ قَالتِ الْجَارِيَةُ: دَعَا عَلَيَّ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا يَكْبَرَ سِنِّي. فَالآنَ لَا يَكْبَرُ سِنِّي أَبَدًا. أَوْ قَالتْ: قَرْنِي. فَخَرَجَتْ أُمُّ سُلَيمٍ مُسْتَعْجِلَةً تَلُوثُ

ــ

القرطبي الهاء في هيه للوقف فإذا وصلت حذفتها وهذا الاستفهام على جهة التعجب من كبرها وكأنه صلى الله عليه وسلم كان قد رآها صغيرة ثم غابت عنه مدة فرآها قد طالت وعبلت "أي ضخمت وابيضت فهي عبلة والعبلة من النساء التامة الخلق" فتعجب من سرعة ذلك فقال لها ذلك القول متعجبًا فوصل كلامه بقوله (لا كبر سنك) أي لا يكبر سنك وقرنك على هذا القدر غير قاصد معنى هذا الكلام من الدعاء عليها بعدم الكبر وهذا هو واضح هنا ويحتمل أن يقال إنما دعا عليها بأن لا يكبر سنها كبرًا تعود به إلى أرذل العمر كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من أن يرد إلى أرذل العمر والمعنى الأول أظهر من مساق بقية الحديث في اعتذاره صلى الله عليه وسلم عن ذلك (فرجعت اليتيمة إلى أُمّ سليم) حالة كونها (تبكي فقالت) لها (أم سليم مالك) أي أيُّ شيء ثبت لك تبكين (يا بنيَّة) تصغير بنت تصغير شفقة أي لأي سبب تبكين (قالت الجارية) أي اليتيمة لأم سليم إنما بكيت لأنه (دعا عليَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم) بـ (ـأن لا يكبر) بفتح الموحدة من باب تعب أي بأن لا يصير (سني) وقرني كبيرًا بل أموت صغيرة (فالآن) أي في هذا الزمن الحاضر دعا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على قرني بأن لا يكبر (لا يكبر سني) أي لا يصير قرني كبيرًا ولا يطول عمري (أبدًا) بل أموت صغيرة (أو قالت) الجارية لا يكبر (قرني) شك من بعض الرواة قال القاضي السن والقرن بمعنى واحد يقال سنه وقرنه مماثله في العمر فكأنه قال لها لا طال عمرك لأنه إذا طال عمرها طال عمر أصل قرنها اهـ.

قال القرطبي قولها "لا يكبر سني أو قالت قرني" هو بفتح القاف وتعني به السن وهو شك عرض لبعض الرواة وأصله أن من ساوى آخر في سنه كان قرن رأسه محاذيًا لقرنه وقرن الرأس جانبه الأعلى وهذا يدل على أن إجابة دعوات رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت معلومة بالمشاهدة عند كبارهم وصغارهم لكثرة ما كانوا يشاهدون من ذلك ولعلمهم بمكانته صلى الله عليه وسلم اهـ من المفهم (فخرجت أمُّ سليم) من بيتها (مستعجلة) الذهاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حالة كون أم سليم (تلوث) وتدير

<<  <  ج: ص:  >  >>