للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

النَّاس أذنًا صماء فقال لا أغرس عودًا في غير منبته وكتب معاوية إلى زياد علام تهلك نفسك اقدم إلى وأعلمني بما جبيت وما خرج عنك وما بقي وأنت آمن ثم إن شئت المقام عندي وإلا رجعت إلى مأمنك فلم يزل به المغيرة حتَّى أقدمه فسأله معاوية عما صار إليه من أموال فارس فأخبره بما بعث به إلى علي وبما أنفق في وجوه النفقة فصدقه وعرض عليه أن يلحقه بأبيه أبي سفيان فأبى فأرسلت إليه جويرية بنت أبي سفيان فأتاها فأذنت له ونشرت شعرها بين يديه وقالت له: أَنْتَ أخي أخبرني بذلك أبي فاعتزم على قبول الدعوة فأخرجه معاوية إلى الجامع وأحضر النَّاس وأحضر زيادًا وأربعة شهود أحدهم المنذر بن الزُّبير فشهد أنَّه سمع عليًّا يقول كنت عند عمر بن الخَطَّاب فقدم زياد بكتاب أبي موسى الأَشْعريّ فتكلم زياد بكلام أعجب عمر فقال أكنت قائلًا هذا للنَّاس على المنبر فقال هم أهون علي منك يَا أمير المُؤْمنين فقال أبو سفيان- وكان حاضرًا.: هو ابني فقلت وما يمنعك فقال هذا العير الناهق ثم شهد آخر بذاك فقام أبو مريم السلولي فقال ما أدري ما شهادة على ولكني كنت خمارًا بالطائف فمر بي أبو سفيان في سفر فطعم وشرب ثم سألني بغيًا فأتيته بسمية جارية بني عجلان وهي من أصحاب الرايات بالطائف فوقع بها ثم قال ما أصبت مثلها لقد سلت ماء ظهري استلالًا تبينت أثر العمل في عينها فقال له زياد مهلًا يَا أَبا مريم إنما بعثت شاهدًا ولم تبعث شاتمًا فقال قلت الحق على ما كان ولو أعفيتموني لكان أحب إلى فقام زياد وقال أيها النَّاس هذا الشاهد قد ذكر ما سمعتم ولست أدري حق ذلك من باطلة وإنما كان أبو عبيد أبًا مبرورًا ووليًا مشكورًا والشهود أعلم بما قالوا فقام يونس بن أبي عبيد الثَّقَفيّ فقال يَا معاوية قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الولد للفراش وللعاهر الحجر فعكست أَنْتَ وخالفت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت الولد للعاهر وللفراش الحجر فخالفت كتاب الله وسنة رسوله بشهادة أبي مريم على زنى أبي سفيان فقال معاوية يَا يونس والله لتنتهين أو لأطيرن بك طيرًا بطيئًا وقوعها فانفذ معاوية هذه الشهادة وأثبت زيادًا لأبي سفيان وولاه البصرة وللمؤرخين في ذلك حكايات وأشعار انتهى.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>