كل من سعد وأبي بكرة (يقول سمعته) أي سمعت لفظ الحديث الآتي (أذناي) بصيغة التثنية على أنَّه فاعل سمع (ووعاه) معطوف على سمع أي ووعى وحفظ معنى الحديث الآتي (قلبي) أي فؤادي وعقلي وقوله (محمد صلى الله عليه وسلم) بالنصب بدل من ضمير سمعته أي سمعت أذناي محمدًا صلى الله عليه وسلم حالة كونه (يقول من ادعى) وانتسب (إلى غير أَبيه) أي غير والده وإن علا (وهو) أي والحال أن ذلك المنتسب (يعلم أنَّه) أي أن ذلك الغير (غير أَبيه) أي غير والده وإن علا سواء كان من أقاربه أو من الأجانب (فالجنة) أي فدخولها (عليه) أي على ذلك المنتسب (حرام) أي ممنوع أبدًا إن استحل ذلك الانتساب أو أولًا مع الفائزين حتَّى يعاقب ويجازى على ذلك الانتساب إن لم يستحل ولم يدركه العفو.
قال القرطبي: والضمير في (سمعته أذناي) ضمير المصدر الذي دل عليه سمعته أي سمعت سمعًا أذناي كما تقول العرب ظننته زيدًا قائمًا أي ظننت ظنًّا زيدًا قائمًا وهذا الوجه أحسن ما يقال فيه إن شاء الله تعالى ويجوز أن يكون الضمير عائدًا على معهودِ مقصورٍ في نفوسهم، ومحمدًا بدل منه، والله أعلم، انتهى. وهذا الحديث أعني حديث سعد بن أبي وقَّاص وأبي بكرة رواه أَحْمد (١/ ١٧٤) و (٥/ ٤٦) وشاركه من أصحاب الأمهات البُخَارِيّ (٦٧٦٦) وأبو داود (٥١١٣) وابن ماجه (٢٦١٠).