للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "لَا يُشِيرُ أَحَدُكمُ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ. فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَحَدُكُمْ لَعَلَّ الشَّيطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ. فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ"

ــ

رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشيرُ) هكذا هو في جميع النسخ لا يشير بالياء بعد الشين على صيغة الخبر وهو صحيح فيكون نهيًا بلفظ الخبر كقوله تعالى: {لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا} وهو أبلغ من لفظ النهي اهـ نووي أي لا يشير (أحدكم إلى أخيه) المسلم ومن في حكمه (بالسلاح) ليروعه (فإنه) أي فإن الشأن والحال (لا يدري أحدكم لعلّ الشيطان ينزع) أي يرمي (في يده) ويحقق ضربته ورميته (فيقع) أحدكم (في حفرة من النار) بسبب قتل أخيه.

قوله "لعل الشيطان ينزع في يده" كذا ورد في روايات مسلم بالعين المهملة ومعناه إن الشيطان ينزع ويرمي في يده ويحقق ضربته وإن كان المشير لا يقصد ذلك وفي رواية البخاري "ينزغ" بالغين المعجمة ونزغُ الشيطان حمله وإغراؤه على الفساد يعني أن الشيطان ربما يوقع بينهما العداوة والفساد من أجل هذه الإشارة قوله "فيقع في حفرة من النار" هو كناية عن وقوعه في المعصية التي تفضي به إلى دخول النار وقال القاضي معنى ينزع بالعين المهملة أي يرمى في يده أي يدفع في يده ويحقق ضربته ومعنى ينزغ بالغين المعجمة الإغراء وحمله على تحقيق الضرب وتزيينه له لا سيّما عندما يحدث من غضب وتغير حال والهزل قد يفضي إلى جد اهـ قال الأبي التعليل بنزع الشيطان في يده يقتضي منع الإشارة حتى للتعليم لكن حديث عائشة في لعب الحبشة بالحراب في المسجد يخصّصُ ذلك وانظر لو أشار بالحديدة فمات المشار إليه خوفًا فكان الشيخ يقول إن قصد قتله قتل به والله أعلم اهـ منه.

قال القرطبي وقد نصَّ في هذه الرواية على صحة مراعاة الذريعة حيث قال "فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار" اهـ من المفهم وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٢/ ٣١٧] والبخاري [٧٠٧٢].

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب من الأحاديث عشرة الأول حديث ابن مسعود ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة والثاني حديث أبي هريرة الأول ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعتين والثالث حديث سليمان بن صُرد ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعتين والرابع حديث أنس ذكره للاستدلال به على

<<  <  ج: ص:  >  >>