ثم استدل المؤلف على الجزء الثاني من الترجمة وهو حرمة تعذيب الهرة ونحوها بحديث ابن عمر رضي الله عنهما فقال:
٦٥١٧ - (٢٥٩٥)(١٦٣)(حدثني عبد الله بن محمد بن أسماء بن عبيد) بن مخراق (الضبعي) بضم المعجمة وفتح الموحدة أبو عبد الرحمن البصريّ ثقة من (١٠) روى عنه في (٥) أبواب (حدثنا) عمّي (جويرية يعني ابن أسماء) بن عبيد الضبعي البصري صدوق من (٧) روى عنه في (٩) أبواب (عن نافع) مولى ابن عمر (عن عبد الله) بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وهذا السند من رباعيَّاته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عُذِّبت امرأة) قال في تنبيه المعلم هي امرأة حميرية سوداء طويلة أو من بني إسرائيل انظر مستند ذلك في كتابنا من قصص الماضين [ص ٣٤٦ - ٣٤٨] اهـ منه وقد مرّت قصة هذه المرأة من رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في كتاب الكسوف وأن النبي صلى الله عليه وسلم رآها حين شاهد النَّار في أثناء صلاة الكسوف وذكر في بعض الروايات هناك أنها كانت امرأة حميرية سوداء طويلة أو من بني إسرائيل (في هرّة) أي بسبب هرّة (سجنتها) أي سجنت المرأة تلك الهرة وحبستها عن طلب أرزاقها (حتى ماتت) جوعًا والهرّة الحيوان تعادي الفئران طوّاف على الناس غالبًا (فدخلت) المرأة (فيها) أي بسبب تلك الهرة أي بسبب حبسها ومنعها من الطعام (النار) الأخرويَّة (لا هي) أي لا تلك المرأة لا ملغاة لا عمل لها لدخولها على المعرفة أو عاملة عمل ليس أي ليست تلك المرأة (أطعمتها) أي أطعمت تلك الهرَّة بطعام من عندها (و) لا (سقتها) بماء من عندها (إذ هي) أي تلك المرأة (حبستها) أي منعت تلك الهرة عن طلب أرزاقها والظرف متعلق بأطعمتها أي ليست أطعمتها ولا سقتها وقت حبسها ومنعها عن طلب أرزاقها (ولا هي) معطوف على جملة قوله لا هي أطعمتها أي وليست تلك المرأة (تركتها) أي تركت تلك الهرّة وأطلقتها حالة كون الهرة (تأكل من خشاش الأرض) وحشراتها وهوامِّها فلا تموت