هذا آخرها قال القاضي قلّد المازري أبا علي الغسَّاني الجيَّاني في تسمية هذا مقطوعًا وهي تسمية باطلة وإنما هذا عند أهل الصنعة من باب الرواية عن المجهول وإنما المقطوع ما حذف منه راو "قلت" وتسمية هذا الثاني أيضًا مقطوعًا مجازٌ وإنما هو منقطع ومرسل عند الأصوليين والفقهاء وإنما حقيقة المقطوع عندهم الموقوف على التابعي فمن بعده موقوفًا قولًا أو فعلًا أو نحوه وكيف كان فمتن الحديث المذكور صحيح متصل بالطريق الأول وإنما ذكر الثاني متابعة.
وقد وقع في كثير من النسخ هنا اتصال هذا الطريق من جهة أبي إسحاق إبراهيم بن سفيان راوي الكتاب عن مسلم وهو من زياداته وعالي سنده (قال أبو إسحاق حدثني محمد بن يحيى قال حَدَّثَنَا ابن أبي مريم فذكره بإسناده إلى آخره فاتصلت الرواية اهـ من النووي.
ثم استدل المؤلف على الجزء الأخير من الترجمة وهو قوله هلك المتنطعون بحديث ابن مسعود رضي الله عنه فقال:
٦٦٢٥ - (٢٦٤٦) (٢١٣)(حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة حَدَّثَنَا حفص بن غياث) بن طلق النخعي الكوفي ثقة من (٨) روى عنه في (١٤) بابا (ويحيى بن سعيد) القطان ثقة من (٩) كلاهما (عن ابن جريج عن سليمان بن عتيق) المدني صدوق من (٤) له عند المؤلف حديثان في البيوع والعلم (عن طلق بن حبيب) العنزي البصري صدوق من (٣) روى عنه في (٢) بابين (عن الأحنف بن قيس) بن معاوية بن حصين التميمي السعدي أبي بحر البصري ثقة مخضرم من (٢)(عن عبد الله) بن مسعود رضي الله عنه وهذا السند من سباعياته (قال) عبد الله (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلك المتنطّعون) أي هلك المتعمقون الغالون المتجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم (قالها ثلاثًا) من التنطع وهو التعمق والغلو في الشيء وقال في اللسان التنطع في الكلام التعمق فيه وفي الحديث هلك المتنطعون وهم المتعمقون المغالون في الكلام الذين يتكلمون بأقصى حلوقهم