أرحمه وإن ظن بي أن أعاقبه أعاقبه (وأنا معه حيث يذكرني) ويثني علي ومعنى كون الله مع عبده وعند ظن عبده صفة ثابتة لله تعالى نثبتها ونعتقدها لا نكيفها ولا نمثلها ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (والله) بالجر بواو القسم أي أقسمت لكم بالله الذي لا إله غيره (لله) بفتح اللام ورفع الجلالة على أنَّه مبتدأ والسلام لام الابتداء أو موطئة للقسم المحالله سبحانه (أفرح) أي أشد فرحًا (بتوبة عبده) إذا تاب من المعصية (من) فرح (أحدكم يجد ضالته) التي ضلت عنه (بالفلاة) أي بالمهلكة التي لا ماء فيه ولا أنيس وعليها زاده وماؤه أي من فرح أحدكم بوجدان ضالته التي ضلها بالمفازة التي لا ماء فيها ولا أنيس وفرح الله تعالى بتوبة عبده صفة ثابتة له نثبتها ونعتقدها لا نمثلها ولا نكيفها أثرها الرضا عنه والإقبال عليه (من تقرب إليّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا ومن تقرب إليّ ذراعًا تقربت إليه باعًا وإذا أقبل إلى يمشي) على هيئته (أقبلت إليه) وأنا (أهرول) أي أسعى من الهرولة وهو الإسراع في المشي وقد مر تفسير هذا كله في أوائل كتاب الذكر أَيضًا.
والشبر ما بين طرف الإبهام وطرف الخنصر أو البنصر أو الوسطى والذراع شبران تقريبًا والمراد بالذراع هنا ذراع اليد لأنه المتبادر إلى الذهن لا ذراع الحديد وهو نصف المتر والباع وكذا البوع بضم الباء والبوع بفتحها كله بمعنى وهو طول ذراعي الإنسان وعضديه وعرض صدره، قال الباجي: وهو مقدار أربعة أذرع وهذا كله في حقنا، والهرولة الإسراع في المشي بالرجل، وأما قربه تعالى إلى عبده ذراعًا أو باعًا وهرولته إليه صفات ثابتة لله تعالى نثبتها ونعتقدها لا نكيفها ولا نمثلها ولا نؤولها ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخَارِيّ في التوحيد باب ذكر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه [٧٥٣٧]، والتِّرمذيّ في الدعوات باب حسن الظن بالله تعالى [٣٥٩٨]، وابن ماجه في الآداب باب فضل العمل [٣٨٦٧].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال: