٦٨١٠ - (٢٧٣٥)(٨٥)(قال الزُّهْرِيّ) بالسند السابق: (وحدثني) أَيضًا (حميد) بن عبد الرَّحْمَن بن عوف (عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دخلت امرأة) ممن كان قبلكم ولم أر من ذكر اسم هذه المرأة اه تنبيه المعلم (النَّار) أي العذاب (في هرة) أي بسبب هرة (ربطتها) أي حبستها (فلا هي) أي تلك المرأة (أطعمتها) أي أطعمت تلك الهرة حين حبستها (ولا هي) أي تلك المرأة (أرسلتها) أي أطلقت تلك الهرة عن الحبس فـ (تأكل) الهرة (من خشاش الأرض) وحشراتها كالفيران والجعلان والطيور والحمامات، وقوله:(حتَّى ماتت) تلك الهرة (هزلًا) أي جوعًا غاية لربطتها عبر عن الجوع بالهزل الذي هو ضد السمن لتلازمهما.
وقد مر هذا الحديث بشرحه وتخريجه في كتاب قتل الحيات باب تحريم قتل الهرة وفي البر والصلة باب تحريم تعذيب الهرة.
قال معمر: بالسند السابق (قال الزُّهْرِيّ ذلك) أي ذكري للحديث الثاني يعني حديث الهرة بعد حديث الرَّجل، قاسم الإشارة مبتدأ خبره قوله لئلا يتكل (لئلا يتكل) ويعتمد (رجل) ويسترسل في المعاصي أي ذكر الثاني بعد الأول لئلا يسترسل رجل في المعاصي اعتمادًا على سعة رحمة الله وغفرانه المفهوم من الحديث الأول (و) ذكر الأول منهما لئـ (ـلا ييئس رجل) ويقنط من رحمته نظرًا إلى ما ذكر في الحديث الثاني من التعذيب يعني أن قصة تعذيب المرأة بسبب الهرة توجب الحذر من الذنوب فإن الذنب اليسير ربما يكفي لتعذيب الإنسان في الآخرة فهذه القصة تنفي الاتكال على الرَّجاء والغفلة عن الخوف وأما قصة الرَّجل الذي أوصى بتحريقه فإنها تنفي اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى فليكن الإنسان دائرًا بين الخوف والرجاء ولذلك أتبع الزُّهْرِيّ حديث الرَّجل بحديث الهرة ليستوي الطرفان والله أعلم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي هريرة الأخير أعني حديث الرَّجل الذي لم يعمل حسنة وأوصى بالإحراق فقال: